الذي يحميه. وسمع المجاهدون من مراكزهم صوت قائد إفرنسي يصيح بجنوده:(لتنحرف السرية السادسة قليلا نحو اليمين) ويدمدم الجنود الافرنسيون بصوت يسمعه المجاهدون: (أجل! انحرفوا إلى اليمين قليلا، وأنت تبقى دائما في الخلف!). وتأكد المجاهدون - مرة أخرى - بأن العدو قد أصيب بالإحباط على الرغم من تفوقه الساحق بالقوى والأسلحة والتجهيزات القتالية، وأن الروح المعنوية لجنوده قد بلغت الحضيض. المهم في الأمر هو أن قوات العدو قد ابتعدت، ملتجئة إلى الهضاب المجاورة لتلك التي يحتلها المجاهدون.
زج العدو الافرنسي سربا من الطيران الذي قصف مواقع المجاهدين بقنابل النابالم. وأدرك الأخ المجاهد (سي رضوان) أن العدو بات يرفض الدخول مع المجاهدين في قتال جبهي، وذلك على الرغم من تفوقه بالقوى والوسائط، وأنه لجأ إلى الطيران حتى يبعد مجاهدي جيش التحرير الوطني عن مواقعهم القتالية. فأصدر (سي رضوان) أوامره إلى معاونيه بجمع المعلومات عن الموقف، كما أمر المجاهدين بالاستعداد للرد على تدخل الطيران بكافة الأسلحة - الفردية - علاوة على الرشاشات الاجماعية. وبقي المجاهدون في حفرهم الفردية، غير أن الحرارة اللاهبة، والغبار الكثيف، أثقلا على المجاهدين تنفسهم إلا بصعوبة كما نفد الماء من المجاهدين. وتبين أن هناك مجاهدين اثنين قد استشهدا، بالاضافة إلى أربعة جرحى، وأضيف هؤلاء إلى السبعة عشر شهيدا الذين قضوا في معركة الصباح. وبقيت الروح المعنوية للمجاهدين عالية فعاد (سي رضوان) وأصدر أمره من جديد بتشكيل سد ناري ضد الطائرات المغيرة