بلغت حمى القتال ذروتها في الساعة (١٦٠٠) تقريبا. وقاوم المجاهدون ببطولة نادرة رمايات الطائرات، وأمكن لهم إسقاط عدد منها واحتفظ كل مجاهد بموقعه، وحافظ على هدوئه والتحكم بأعصابه على الرغم من إصابة عدد من المجاهدين بقنابل النابالم، واستشهاد بعضهم.
كان المستشار السياسي للكتيبة (الشهيد سي بلقاسم) يغادر حفرته في كل مرة ينجح فيها المجاهدون في إسقاط طائرة للعدو، فيركع على ركبتيه، ويتوجه إلى القبلة - الكعبة الشريفة - ويرفع رأسه إلى السماء مبتهلا: الله أكبر. ولتحيا الجزائر، وليسقط الاستعماريون!.
استطاع مجاهدو الكتيبتين اختراق دائرة الحصار، بعد نهار طويل من الصراع المرير. وحملوا على ظهورهم الجرحى الذين كان من بينهم البطل (سي رضوان). واتجه رجال كتيبة المنطقة الرابعة نحو جبل (تيميكسي - الى الشرق من مسكره). ورفع الملازم (سي محمود) قائد كتيبة المنطقة السادسة، تقريره عن المعركة الى القيادة العامة لمنطقته. وقد جاء في هذا التقرير (كان لا بد من فك الاشتباك - وتكبدنا خسائر فادحة - غير أن خسائر العدو كانت كبيرة جدا. لقد أمكن تدمير هيبة العدو، وإحباط روحه المعنوية. وإصابة قواته بالذعر. وهو يتابع أعماله الانتقامية، ويقوم بأعمال المسح.
وقد زج قواته في هجوم جديد إلى الشرق من الجبل، في محاولة للوصول إلى موقع الكتيبة - جنوب روليزانا - وأسر الجرحى).
ومضى يومان على معارك ذلك النهار الظافر، عندما حقق العدو نجاحا في اكتشاف مستوصف للمجاهدين يقع في السهل، عند دوار القنطرة، حيث قرية (سيدي محمد بن عودة) وكان هذا