للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر من ألف مدني جزائري. ومن أساليبه القذرة أنه كان يأمر المدنيين بالعدو - الركض - أمامه، ثم يرميهم بنيران رشاشه في ظهورهم. ويعلن بعدئذ أنه قتلهم (خلال محاولتهم الفرار).

بدأ ظباط الاستخبارات الافرنسيون (المكتب الثاني) باستجواب الأخ (سي رضوان) الذي شعر مرة بالعطش فطلب إعطاءه جرعة ماء من الجندي الإفرنسي الذي كان يقف لحراسته. غير أن العقيد (غاسك) أجاب بلهجة جافة، وبصوت عال: (لا - ولا نقطة ماء) وأدار المجاهد (سي رضوان) رأسه المحترق، ونظر إلى هذا الضابط القائد، وقال له: (ابتعد عني، أيها اللئيم القذر، إنك لا تخجل من نفسك! إنك لست رجلا جديرا بحمل اسم الرجل، بل ولا حتى بحمل رتبة ظابط. بالأمس فقط، وأثناء الاشتباك، كنتم تختبئون بين نسائكم. والآن تجد في نفسك الجرأة لإصدار أوامرك ضد جريح من جرحى الحرب. وكان لزاما عليك قبل كل شيء أن تظهر جرأتك أمام رجالك).

وأعقب ذلك تبادل الهمسات المسموعة في وسط الضباط الافرنسيين.

توفي المجاهد الملازم (سي رضوان) بعد ذلك بأسبوع، متأثرا بجراحه، ودفن في (روليزانا) إلى جوار قبر القائد (زغلول). من أنه بقي حيا في ذكراه بين إخوانه مجاهدي المنطقتين الرابعة والسادسة، سواء هؤلاء الذين عرفوه عن قرب، أو أولئك الذين لم يعرفوه إلا عن

بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>