الادارية في الولاية والأقاليم - المناطق - والمقاطعات منذ اجتماع الولاية فى أيلول - سبتمبر - ١٩٥٦.
وأخذت المجالس الشعبية في ممارسة دورها المتعاظم يوما بعد يوم، في التأثير بالحياة اليومية لجماهير الشعب. ونظمت في مناطق (باليسترو) و (بليدا) و (مليانة) قوات من الوحدات المختارة من المغاوير. واستطاعت هذه الوحدات إلحاق الهزائم المتتالية بالقوات الافرنسية في كل أنحاء الولاية. وأكدت الولاية الرابعة بذلك أنها قادرة على منافسة بقية الولايات في تطوير الثورة المسلحة.
وهيمنت الحماسة للثورة على كتلة المواطنين جميعهم بمثل ما كانت مهيمنة على المجاهدين في جيش التحرير الوطني. وفي هذه الفترة، نزلت بالقوات الافرنسية خسائر فادحة، فأخذت القيادة الاستعمارية في الاستعداد لإبادة قرية وإزالتها من على الأرض الجزائرية، ووقع الخيار على (دشرة بوهندس) التي تعرضت للإبادة في يوم الجمعة من أيام شهر أيلول - سبتمبر - ١٩٥٧.
لم يكن فصل الخريف قد أطل على الجزائر، غير أن رياحه قد أخذت في حمل بشائر وصوله إلى الجبال: فاصفرت أوراق الأشجار، واضطرت الثمار التي لم تنضج بعد إلى تأخير نضجها حتى وقت متأخر يقع بين فصلي الصيف والخريف (الثمار الرجعية). وكانت (بوهندس) تحتل ضهرة في الأطلس البليدي. وتستند في ظهرها إلى نهر الشريعة الذي يشق طريقه عبر سهل صغير تحيط به الغابات. وهو المنظر الذي كثيرا ما تقع عليه العين في الجزائر، فهنا غابات كثيفة، وهناك منطقة سهلية مفتوحة، تفسح المجال لظهور الشجيرات القصيرة التي تنبت فوق تربة رملية أو أرض صخرية تفتقر إلى الانتظام في استقبال المياه الشتوية.