وحقدهم الدفين على شعب يعمل على استرجاع حقه الذي لا ينكر في حياة هو جدير بها وأهلا لها.
لقد ماتت (بوهندس) يوم الجمعة من أيام شهر أيلول - سبتمبر -. وفي عشية ذلك اليوم، أو بالأحرى في صباحه، كانت قد استقبلت المغاوير الفدائيين الشهيرين (بمغاوير باليسترو) والذين لم يصلوا إلى (بوهندس) إلا بعد مسيرة شاقة. وكانت (الضهرة كلها) قد وقفت على قدم وساق لاستقبال أبنائها المغاوير الذين دفنوا قوات العدو في (زبار بار) و (وادلاكرا) وأماكن أخرى كثيرة - ولم تكن (بو هندس) تتسع لفرحتها قادرة على استيعاب فرحتها أو احتواء بهجتها وهي تستقبل مجاهديها الظافرين لقد كانت سعادتها أكبر من قدرتها على الاحتمال.
أخيرا! رأى أهل (بو هندس) عددا من القادة الذين طالما رددوا أسماءهم على شفاههم وتناقلوا أخبارهم، وأحبوهم من غير معرفة بهم. لقد وقف أهل (بو هندس) شيبا وشبابا، رجالا ونساء وكلهم يريد استقبال الأبطال، والاستماع منهم عن قصصهم، والاستيضاح كيف أمكن لهم الانتصار على الافرنسيين في ذلك الاشتباك، أو تلك المعركة، أو ذاك الكمين الخ ... ؟ ...
ولم تتعب (بوهندس)، ولم يتعب أهلها، من سماع ما يرغبون معرفته: لم نكن نعرف الخوف أبدا، كان العدو هو الخائف باستمرار لأنه يحارب ويقاتل من أجل قضية جائرة ومعركة خاسرة.
اشتهرت (بوهندس) بطبيعتها الجميلة، وكان على قائد الفدائيين المغاوير مشاهدة هذه الطبيعة مع بزوغ فجر اليوم الذي وصل فيه للقيام باستطلاع المنطقة، وكانت (الضهرة) تقع تحت هيمنة المنحدرات الحادة للذرى الواقعة فيما وراء الشريعة. وتقع