غابت الشمس، وأمكن للمغاوير المجاهدين فتح ثغرة في تنظيم العدو، وأخذت زمر المغاوير في عبور الثغرة وهي تتبادل الحماية بالتناوب ونجحت عملية العبور. ورافق المسلحون من (بوهندس) قوات المغاوير في عبورهم. وانتهت عملية تجميع القوات في الليل. وكان لا بد من الاستدارة حول قوات العدو الذي أخذ في تطوير عملياته، عن طريق استدعاء قوات جديدة. واستمر صراع المغاوير المجاهدين مع العدو طوال عشرة أيام، لم يتوقف خلالها القتال في الليل أو في النهار. وخلال هذه الفترة بقيت ثمار (بوهندس) هي الطعام الوحيد لعدد كبير من المجاهدين الذين كانوا يتناولون الثمار مع بذورها حتى يحافظوا على قوتهم، ويسدوا بها رمقهم.
خسر المجاهدون في هذا الصراع المرير عددا من شهدائهم، وأصيب عدد منهم بجراح. وكان المجاهدون يحملون معهم قتلاهم حتى لا تتاح للعدو فرصة تدنيس هذه الأجاد الطاهرة التي سقطت حتى تعيش الجزار. واغتيك (بوهندس) وزالت من الوجود. ولكن (بوهندس) لم تمت في الحقيقة غيلة، وإنما فضلت أن تدمر وهي تقاتل. إن (بوهندس) لم تمت إلا لتعود من جديد مزهرة في ربع الحرية.
وتمشي الحرب، وتبت سفوح (بوهندسس) في كل ربع زهور ثقائق النعمان الحمراء. إنها زهور تحمل لون الدم الأحمر القاني. إن هذه الزهور التي تغطي المطقة في الريع شتمد غناءها من دم الأبطال المجاهدين إبناء الشعب.