صلاحيات مطلقة لإدارة الحرب في الأوراس. وأن هناك قوات دعم قد تم سحبها من كل أنحاء الجزائر، لتنفيذ العمليات، علاوة على تلك التي كانت متمركزة عند سفوح الأوراس، أو على مقربة منه. ومضت أيام قليلة، وأقبل منتصف شهر آذار - مارس - وأصبح باستطاعة العقيد (شارل) أن يزج بثقل قواته للهجوم على الأوراس. وقد يكون من المؤسف حقا عدم توافر معلومات دقيقة عن حجم هذه القوات، وعلى كل حال، فقد قدرت في حينه بقوة (٢٠) ألفا، وأحيانا ارتفعت إلى (٣٠) ألفا. وزادت على ذلك في بعض التقديرات خلال مراحل معينة. إذ كانت قوات الدعم تتدفق باستمرار طوال المعركة المديدة. ويكفي هنا القول بأن الأوراس لم تكن مقر قيادة عسكرية لجيش التحرير الوطني - فقط - أو مجرد مركز لإمداد قوات جيش التحرير الوطني فحسب، وإنما كانت أيضا القاعدة الصلبة الوحيدة لقوات جيش تحرير الوطني في الشمال الغربي من الجزائر. ويصبح من السهل على هذا الأساس التأكيد بأن حجم القوات الإفرنسية لم تكن أقل أبدا من التقديرات التي سبق ذكرها.
كان العقيد (سي محمد بونعمة) هو القائد المسؤول عن العمليات في الأوراس. وكان الأوراسيون يعتبرونه أبا لهم. وينظرون إليه بتقدير واحترام كبيرين، نظرا لما كان يتوافر له من الفضائل وأبرزها عبقريته الكبرى في المجال الاستراتيجي. وقد عمل العقيد (سي محمد بو نعمة) على تقويم قوات العدو، مع مقارنتها بما يتوافر له من القوات، ووصل إلى نتيجة وهي أنه وقوات الحرس التابعة له يجابهون موقفا عسيرا ; وأنه من المحال عليه الصمود بصورة عملية لأكثر من أيام قليلة - لا تتجاوز الأسبوعين في أفضل الظروف -. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار ما كان يتوافر لقوات