وأخذ في التفاعل مع الأحداث التي كانت تجري فوق التراب الوطني للجزائر. وفي الحقيقة، فإن الجبهة الصحراوية، قد أخذت منذ نهاية شهر ايلول - سبتمبر - ١٩٥٦ في تنظيم جبهة التحرير الوطني، وجيش التحرير الوطني. وتبع ذلك ظهور مجموعات من المجاهدين في عدد من النقاط الصحراوية، أو بصورة أكثر تحديدا فيما تم الاتفاق على تسميته بالمنطقة الثامنة من الولاية الخامسة، تحت قيادة (النقيب - الكابتن - لطفي) وهي المنطقة الممتدة من مرتفعات جبل (عمور) في إقليم (آفلو) وحتى (تندوف) على الحدود الجزائرية - المغربية. مرورا (بالبياض - سابقا غيريفيل) و (عين صفرا) و (بيشار) و (تيميمون).
شهدت السنة الممتدة من النصف الثاني لعام ١٩٥٦ والنصف الأول من العام ١٩٥٧ مجموعة من المعارك العنيفة والتي كانت مسارحها في (القعدة في كينح عبد الرحمن) من إقليم (آفلو) تحت قيادة (النقيب لطفي) حيث دار صراع دموي رهيب استمر سبعة أيام بلياليها، حتى نفدت ذخائر المجاهدين وموادهم التموينية واضطر المجاهدون مرغمين لأكل جذور الأشجار والأفاعي وكل ما يمكن أكله، وشرب ماء بولهم حتى يستطيعوا البقاء على قيد الحياة. ويمكن هنا الإشارة إلى أن قائد الطيران الافرنسي (كلوسترمان) قد اشترك في هذه المعارك، ونشر بعد عودته إلى فرنسا مقالا - في صحيفة الاكسبريس - تحت عنوان (نكبة آفلو) تعرض فيه إلى ما تتكبده القوات الإفرنسية من الخسائر على أيدي المجاهدين الجزائريين.
ترددت أصداء انتصار المجاهدين في هذه المعركة التي قادها