(النقيب لطفي)(*). بصورة قوية أثارت حماسة المجاهدين الذين خاضوا مجموعة من المعارك المماثلة، كان من أشهرها معركة (جبل مرقاد - غيريفيل) ومعركة (جبل مزيمير) و (معركة الجبل) و (درمل - عين صفراء) ومعركة (حمدان) ومعركة (ميزيب) ومعركة (عنتر) ومعركة (غيروز - بيشار). وإذا كان من العسير التعرض , لكل هذه المعارك، فلا أقل من اختيار واحدة منها، ويمكن الأخذ بمعركة (غيروز - بيشار) نموذجا لها.
بواكير المعركة ومقدماتها:
أصبحت كلمات (الثورة) و (جبهة التحرير الوطني) و (جيش التحرير الوطني) و (الاستقلال الوطني) تتردد كالأنشودة الحلوة على كل شفة، فتهتز لها القلوب في كل منزل وفي كل بيت وكوخ على امتداد الصفحة الجغرافية للجزائر، ليس ذلك فحسب، بل إن هذه الكلمات أخذت في اقتحام معسكرات الأعداء، لتصل إلى قلوب أولئك الذين وقفوا إلى جانب الأعداء من الجزائريين - إن طوعا أو كرها - وحملوا السلاح لقتال مواطنيهم وأهلهم وإخوتهم في الدين. وأمام هذا الموقف، أخذت المنظمات الخاصة في جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني ببذل جهودهما الكثيفة - اعتبارا من مطلع سنة ١٩٥٧ - بهدف الاتصال مع العناصر العسكرية الجزائرية التي تخدم في الوحدات المسماة من قبل الافرنسيين (بالوحدات الصحراوية - للجيش الإفرنسي) ومحاولة إقناعها بالانضمام إلى قوات جيش التحرير الوطني. ولم تلبث هذه الجهود حتى أينعت
(*) ترفع النقيب لطفي بعد ذلك الى رتبة عقيد - كولونيل - ومات ميتة بطولية في بداية سنة ١٩٦٠ في منطقة بيشار - حيث حمل مكان استشهاده اسم (برج لطفي).