ثمارها، وأخذ هؤلاء الجزائريون بالفرار من معسكر العدو والالتحاق بالثورة - بصورة إفرادية - ثم تطورت العملية إلى فرار زمر صغرى، وأخيرا، أخذت فصائل بكاملها في الانضمام إلى قوات الثورة.
وكانت الظاهرة الأكثر خطورة بالنسبة للفرنسيين هي فرار العسكريين الجزائريين من معسكر الإفرنسيين والانضمام إلى جيش التحرير الوطني ومعهم كامل أسلحتهم وذخائرهم. وشعرت السلطة الافرنسية بثقل وطأة هذه العملية عندما قام فصيلان من الجنود الجزائريين بقتل ضباطهم الإفرنسيين، وانضما إلى قوات الثورة في شهر أيار - مايو - ١٩٥٧ ومعهما كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر. ورافق ذلك - بصورة طبيعية - تعاظم في هجمات الثوار المجاهدين على المراكز الافرنسية، وزرع الألغام على الطرق، ومعركة الخطوط الحديدية والأسياج الشائكة. الأمر الذي أثار هياج العدو الافرنسي الذي لم يعد باستطاعته ابتلاع هذه المجابهة، فوضع, مخططه لتنفيذ عملية بواسطة قواته المحمولة جوا وهدفها مطاردة الجزائريين الهاربين من المعسكرات الافرنسية: غير أن الفشل الذريع كان حليفا لهذه العملية، لأن الجنود الهاربين كانوا قد وصلوا إلى مسافات بعيدة عن قبضة العدو، واستقروا في مراكز حصينة ومأمونة.
عاد العدو لوضع مخطط جديد للعمليات على نطاق واسع، لا يقتصر هدفها على تصحيح الموقف بتأديب الهاربين، وإنما يتجاوز ذلك إلى محاولة الاستيلاء على مركز القيادة الاقليمي الذي قامت عناصره بتأمين جسور الاتصال التي عبرت عليها جموع الهاربين.
وكانت الخطوط الرئيسية للعملية تتلخص في تنسيق جهود القوات الافرنسية المتمركزة في (بيشار) و (عين صفرا) وبقية