مناطق الجزائر، وكذلك القوات الافرنسية المتمركزة في المغرب.
قامت طائرتا استطلاع من نموذج (ت - ٦) بالتحليق فوق قواعد المجاهدين، وذلك قبل يومين اثنين من بدء تنفيذ العملية. وفي الوقت ذاته قامت منظمات الاستخبارات التابعة لجيش التحرير بإنذار قواتها عن وجود هيجان يجتاح معسكرات العدو. وهكذا افتضح أمر العملية، ولم تعد الاستعدادات لتنفيذها سرية. واتخذ المجاهدون استعداداتهم القتالية بصورة سرية، واحتلوا مواقعهم، بوسائطهم المتواضعة.
قامت القيادة الفرنسية بنقل ما يزيد على ألفي جندي بواسطة قطارين: القطار الأول انطلق من (بيشار) وانطلق القطار الثاني من (عين صفرا). والتقى القطاران في (الجحايفة) حيث تم نقل
القوات بعد ذلك إلى مسرح العمليات بواسطة الطائرات العمودية - الهيليكوبتر -. هذا علاوة على إرسال خمسين عربة نقل جند كبيرة محملة بالمقاتلين وأسلحتهم من القوات الاستعمارية المتمركزة في المغرب. وبالإضافة أيضا إلى سرب طائرات نفاثة، وطائرات نقل جند (جونكر) وطائرات عمودية ... وجدير بالذكر أن جهاز الحرب هذا كان أكبر من قدرة فرنسا، ولهذا فقد كان يعتمد في تموينه ودعمه على قوات (حلف شمال الأطلسي). فما هي القوة التي كان يجب عليها التصدي لهذا الجهاز الضخم؟
كان لدى جيش التحرير الوطني الجزائري في المنطقة قوة لا تزيد على الفصيلين، يتلقيان دعما مناسبا من المواطنين - وبصورة خاصة من أفراد القبيلتين الكبيرتين اللتين تستقران في المنطقة وهما:
(قبيلة ولد جرير) و (قبيلة دوى منيح). ويضاف إليهما بعض الأفراد من (شامباس) و (ولد سيدي الشيخ) الذين كانوا ينفردون