بكفاءة قتالية جديرة بالتقدير: إنهم محاربون حقيقيون يتمتعون بخيال حربي متوارث، ولديهم رماة مهرة لا نظير لهم، وهم مسلحون بالبواريد الحربية المتنوعة مثل (الموسكوتون) و (ماس ٣٦) و (ماس ٤٩) و (موزر) ومعظمها مما غنمه المجاهدون من أسلحة العدو الاستعماري. وكان تموين هؤلاء المجاهدين بسيطا: بعض قرب الماء التي يتم إملاؤها من (حاسي أبو الأكحل) وحفنة من البلح (لا تتجاوز ربع كيلو غرام). وشريحة من اللحم وقطعة من الخبز أو الكعك المشوية على رمال الصحراء الساخنة.
كانت أكثر المشاكل خطورة مما جابهته عناصر جيش التحرير الوطني في هذه الفترة، مشكلة حماية مركز القيادة الإقليمية الذي بات الهدف الرئيسي لجهد العدو، مع ما يتبع هذا المركز من مصالح وخدمات، وأولها مصلحة الإمداد والتموين، ومصلحة الخدمات الصحية التي كانت تسهر على العناية بأكثر من سبعين جريحا ومريضا عاجزين عن حمل السلاح. علاوة على مشكلة بعض العملاء والخونة الذين كانوا محتجزين في هذه الفترة بانتظار تقديمهم إلى محكمة عسكرية، وبينهم على سبيل المثال:(مدني ولد غدايفه) و (الحبيب شاطري) وخونة افتضح أمرهم وحوكموا ونفذ فيهم حكم الإعدام بعدئذ. وكذلك (هـ. م) الشاب الذي لا يتجاوز السابعة عشرة عاما من عمره، حاول العدو استخدامه وكشفت استخبارات جيش التحرير الوطني أمره، وأخذت المحكمة العسكرية باعتبارها صغر سنه فلم تصدر حكمها عليه، وعفت عنه.
...
استطاع المجاهدون استباق المعركة، فقاموا بإخلاء الكهوف والمغاور والأودية، واحتلوا مواقعهم على النقاط ذات الأهمية