فورا فأذاعوا باللاسلكي (الراديو) أمرا بإلقاء القبض على (رباح جعفور) و (مزيان حجاب) وإيقاف السيارة الستروين التي أعلن عن رقمها.
اتبعت زمرة المغاوير الطريق الذي حددته مسبقا لانسحابها. وتركت أول أثر لها عندما اخترقت أول حاجز عسكري اعترض طريق السيارة في منطقة (الداي حسين). وأتبعته بالحاجز الثاني عند (كريسونيير). ثم سارت على طريق (بير خادم). ومرت من أمام مركز الشرطة، فمركز قيادة الجيش، ثم إلى حي (فوكرو) حيث كان يقع مركز تتجول فيه دورية من الشرطة - البوليس - بصورة ثابتة ونجح أفراد زمرة المغاوير في وضع طرد أسلحتهم ضمن أحد المنازل. وتركت المجارة في مكان قريب من منزل (مزيان حاجب) مع تسليم مفتاح السيارة إلى أخي الرامي (حامد جعفور) ليتولى أمر إخفائها. والتجأ أفراد زمرة المغاوير إلى مخزن يمتلكه (الحاج عواوا). أما (زيناتي) فقد ذهب إلى منزله الذي كان قريبا جدا من مكان إخوانه.
لم تمض أكثر من برهة قصيرة حتى تدفق سيل السيارات العسكرية الكبيرة (ناقلات الجند) وأخذ الجنود في تطويق المنطقة وكان (حامد جعفور) أول من رأى جند الفرنسيين. فأسرع لإنذار زمرة المغاوير التي نجح أفرادها في مغادرة المكان عبر قطاع لم يكن قد خضع بعد لمراقبة العدو. وكان باستطاعة (زيناتي) أن يرتدي بسهولة ثياب سائق يعمل في شركة المواصلات العامة، وأن يغادر المكان دون قلق، ومن غير أن يثير أدنى شك أو ريبة. أما (رباح جعفر) و (مزيان حاجب) و (قدور - العيون الزرقاء) فقد لجأوا إلى مخبأ يقع حاليا في شارع (عبد المجيد حطاب) حيث كان