الجزائرية. ويكمن الانتصار العظيم الذي حققه الشعب الجزائري في تخلي العدو عن مواقفه السابقة التي تربط كل مفاوضات بوقف القتال وقد تجسد هذا الانتصار على الصعيد السياسي باسقلال بلادنا بواسطة تقرير المصير الذي ستكون نهايته المنطقية والحتمية بالاستفتاء. وكان من نتائج المفاوضات بين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والحكومة الفرنسية، فتح صفحة جديدة في تاريخ بلادنا، كما كان قرار وقف العمليات العسكرية في كافة أنحاء التراب الوطني، إحدى نتائج الاتفاقيات المبرمة، حول ضمان تقرير المصير ومستقبل بلادنا وكان مضمون هذه الاتفاقيات مطابقا لمبادىء الثورة التي تأكدت في مناسبات عديدة، والتي هي كالآتي:
١ - الوحدة الترابية للجزائر في حدودها الإقليمية الحالية، الأمر الذي يبعد أي محاولة سافرة أو مستترة لتقسيم شمل الجزائر، ويبعد كذلك كل محاولة لتجزئة بلادنا وصحراءها.
٢ - استقلال الجزائر: تتمتع الدولة الجزائرية بكل مهام السيادة والدفاع الوطني والديبلوماسية واختيار توجيهها الخاص على الصعيد الداخلي والصعيد الخارجي.
٣ - الاعتراف بوحدة الشعب الجزائري، وتخلي فرنسا عن مفهومها القاضي بأن الجزائر خليط من الجاليات المختلفة، والاعتراف بالشخصية الوطنية للشعب الجزائري ذا الثقافة العربية - الإسلامية التي التحمت في لهيب المعركة من أجل الاستقلال.
٤ - الاعتراف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كمفاوض وحيد، وممثلا حقيقيا للشعب الجزائري، فرض نفسه على الواقع.
وهكذا تطورت مرحلة المفاوضات التي كانت مرتكزة في البداية