على ضمانات تقرير المصير بصفة واقعية، إلى مفاوضات شاملة حول مستقبل الجزائر.
أيها الجزائريون! أيتها الجزائريات!
فلنستعد لتحقيق الاستقلال.
إن الاستقلال ليس غاية في حد ذاته، وإنما هو وسيلة فقط، تسمح بتحويل وضعية بلادنا التي تمر من حالة الركود الاستعماري إلى وضعية بلد حر يخوض معركة البناء الاقتصادي والتحرر الاجتماعي.
ان هناك مهاما كبرى تنتظرنا، وهي النهوض ببلد عرف الخراب بسبب ما يزيد على سبع سنوات من الحرب، وتضميد الجراح والقضاء على البطالة ومحاربة التخلف، كما أنه يقع علينا واجب بناء مجتمع جديد يعكس وجهه الجديد الفتي - الجزائر الحرة - التي يقدم فيها كل المواطنين مساهمتهم، وكل هذه المهام تفرض علينا من الآن بذل الجهود أكثر من قبل، وتعبئة جميع الطاقات ودعم الوحدة والتلاحم الكاملين، والالتزام بالانضباط واليقطة لإحباط مناورات الاستفزازيين ودعاة الانقسام والديماغوجية.
فعلى كل الجزائريين ملازمة حالة التأهب، وسيتم توطيد تنظيم الجماهير في الجزائر، وتدعيم الروابط السياسية والديبلوماسية التي التحمت في غضون سبع سنوات من الكفاح.
أيها الجزائريون! أيتها الجزائريات!
إن وقف القتال لا يعني السلم، وإن مرحلة الانتقال ما هي إلا إعداد لحالة الاستقلال، غير أنها لا تعني الاستقلال، وما دام الاستقلال لم يعلن بعد والدولة وحكومة الجزائر الحرة ليستا على التراب الوطني، ينبغي على الشعب والمجاهدين والمناصلين اعتبار