للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك تجهيز جيش آخر انطلق به (من فاس) لإحكام الحصار على تلمسان وإخضاعها. غير أن أهل تلمسان قاوموا عملية الحصار بضراوة، واشتبكوا مع قوات السعديين مرات كثيرة قتل أثناءها (الحران) بن (الشريف محمد) والذي اشتهر بكفاءته القيادية العالية وشجاعته. وبعد حصار دام تسعة أشهر، أمكن للشريف محمد اقتحام تلمسان وكان ذلك يوم الإثنين الثالث والعشرين من جمادي الأولى سنة سبع وخمسين وتسمائة للهجرة (١٥٥٠ م) وأخرج الأتراك منها، وامتد حكمه ليشمل الإقليم التابع لها حتى (وادي شلف).

كان (حسان خير الدين) أثناء ذلك قد جهز جيشا قويا يضم (٥) آلاف رجل من المجاهدين الجزائريين (من المشاة المسلحين بالبنادق) و (ألف) فارس و (٨) آلاف مقاتل من مجاهدي جبال زواوة (تحت قيادة السيد عبد العزيز سلطان قلعة بني عباس). وغادرت هذه القوة (الجزائر) في سنه (١٥٥٠) وهدفها مدينة (وهران) لانتزاعها من قبضة العدو الإسباني، واستثمار النصر الذي تم إحرازه عليها تحت أسوار (مستغانم).

علم (حسان خير الدين) وهو في طريقه إلى (مستغانم) بأن قوات السعديين قد احتلت تلمسان ومستغانم، وأنها تتابع تقدمها نحو مدينة الجزائر، وقد وصلت في طريقها إلى مجرى (نهر الشلف).

وعند ذلك، تم تشكيل قوة جزائرية تولى قيادتها (حسان قورصو) وتوجه بها فورا إلى مجرى (نهر الشلف) حيث التقى بقوات السعديين ودارت رحى معركة ضارية، انتهت بهزيمة السعديين، واستثمر (حسان قورصو) النصر بأن وجه قوة بسرعة إلى (مستغانم) أمكن لها إخراج السعديين منها. وتابعت القوات الجزائرية تقدمها في اتجاه المغرب الأقصى. غير أن (الشريف محمد المهدي) شكل جيشا يضم

<<  <  ج: ص:  >  >>