(٢٠) ألف مقاتل بمجرد عودته من المعركة. وأسند قيادة هذا الجيش إلى ابنه (الشريف عبد القادر) بمهمة إيقاف تقدم الجزائرين. واصطدمت القوتان عند حدود المغرب (بجوار قبة سيدي موسى).
وتلقى المجاهدون من (زواوة) الصدمة الأولى، ثم تبعهم بقية الجيش الجزائري. ودارت معركة قاسية خاضها الطرفان بعناد، وانتهت بمصرع قائد الجيش السعدي (الشريف عبد القادر) وتراجع جيشه إلى ما وراء نهر الملوية. وعادت القوات الجزائرية بعد ذلك إلى (تلمسان) التي بقيت بدون حاكم لها، فتم تنصيب الأمير الحسن بن عبد الله الثاني ملكا عليها. غير أن هذا الملك كان ضعيفا، فتولى ممارسة السلطة الفعلية فيها القائد العثماني (في سفطة). واكتفى الملك بالانصراف إلى حياته الخاصة التي لم تكن (فاضلة) مما أثار الشعب عليه واجتمع مجلس العلماء فأعلن خلعه (سنة ٩٦٢ هـ = ١٥٥٤ م) وأعلن (صالح رايس) يومئذ نهاية دولة بني زيان وانضمام تلمسان نهائيا إلى دولة الجزائر. أما الملك السابق (أحمد الثالث) الذي أبعده الأشراف السعديون عند احتلالهم تلمسان، والذي ساءت سيرته بسبب اعتماده على الإسبانيين في حكم (تلمسان) فإنه مات في وهران.
كان سلطان المغرب الأقصى (الشريف محمد المهدي) قد عمل عند احتلاله لمدينة فاس (سنة ٩٥٦ هـ) على إلقاء القبض على كل الوطاسيين من أبناء (بني مرين) وأرسل بهم مقيدين بالأغلال إلى مدينة (مراكش) وكان لهم أنصارهم (بصورة خاصة من النازحين الأندلسيين) فساءهم ما لقيه هؤلاء من سوء المعاملة، وكان آخر ملوكهم (أبو حسون) قد نجا بنفسه، وأخذ بالدعوة لشخصه ولبني وطاس المرينيين. ولما وقعت الحرب بين المغربيين والجزائريين في معركة