(نهر الشلف) وعلم السلطان سليمان القانوبي بذلك ساءه وقوع الحرب بين المسلمين. فأرسل وفدا من كبار العلماء يرأسه الفقيه الشخ أبو عبد الله محمد بن علي الخروبي (الطرابلسي الأصل الجزائري المستقر) بمهمة توطيد السلام. ووصل هذا الوفد إلى مدينة (مراكش) وفاوض سلطان المغرب (الشريف محمد المهدي) باسم السلطان سليمان حول النقاط التالية:
أولا: اعتراف السلطان العثماني بالاستقلال التام لدولة المغرب مقابل اعتراف هذه الدولة بالخلافة العثمانية، جمعا لوحدة المسلمين، وذلك بالدعاء للخليفة العثماني على المنابر.
ثانيا: إطلاق سراح المقيدين المنكوبين من (بني وطاس المرينيين) والتخفيف من ضائقتهم، إذ لا يجوز شرعا أن يغل جماعة من المسلمين.
ثالثا: تحديد الحدود بين مملكتي الجزائر والمغرب الأقصى.
وطال النقاش حول هذه النقاط، ولم يوافق سلطان مراكش السعدي على الاعتراف بخلافة آل عثمان على المسلمين، كما لم يقبل تدخلهم في أمر بني وطاس، غير أن وساطة العلماء أسفرت عن اتفاق حول الحدود الفاصلة بين دولتي المغرب والجزائر، من ساحل البحر إلى بداية الصحراء. وهي الحدود التي ما زالت كما هي حتى اليوم، وكانت سنة (٩٦١ هـ = ١٠٥٣ م) هي بداية تحديد (حدود دولة الجزائر ككيان مستقل).
انصرف (حسان خير الدين بربروس) بعد ذلك إلى تحقيق أهداف ثلاثة:
أولا: جمع وحدة البلاد، وإرساء قواعد الدولة على أسس