(المتعة) فقد كان لزاما الإبقاء على الفقرات المعروضة، بشكلها ومضمونها، قدر المستطاع، حتى يتحقق المطلوب، والله ولي التوفيق.
تبقى هناك كلمة في اصطلاح (المتعة) الذي سبق استخدامه.
لقد كانت الثورة الجزائرية، مأساة (تراجيدي) بكل ما تحمله كلمة المأساة من أبعاد ومضامين. حتى بات من المتفق عليه بأنها أكبر مأساة في القرن العشرين، إلى جانب مأساة العرب في فلسطين، فأية (متعة) في استقراء فصول المأساة؟ وهل هناك استمتاع باستقراء بعض ملامح ما عاناه المجاهدون من آلام وشقاء وما أقدموا على التضحية به من أغلى التضحيات وأنبلها؟ أجل! هناك متعة، وهي متعة المجاهد وهو يسير فوق المأساة بإيمان لا حدود له. أجل! هناك متعة، وهي متعة الفدائي وهو يسمو ويرتفع عن الذات ليقدم النموذج الأعلى للإنسان العربي المسلم.
أجل! هناك متعة، خوض الصراع المرير في ظروف متناهية القوة، ووسط ضجيج الحرب بوسائط غير متكافئة وبقوى غير خاضعة لما هو معروف من موازين القوى. وبالرغم من ذلك، وفوق كل ذلك، يسير المجاهد والفدائي والمسبل (النصير). الرجل والمرأة، الشيخ والطفل، وكلهم في ركب واحد، وكلهم ثقة لا حدود لها بالنصر، وحتمية الفوز.
إنه النموذج الأعلى للإنسان العربي المسلم خاصة ولكل إنسان عامة.