للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النضال للظفر باسقلال الجزائر، القائمون على الجهاد، وفي المناقشات التي تجري مساء تحت سقوف الأكواخ، ضمن نطاق الأسر، ونهارا في ملاجىء الأودية، تعالج الوضع في الأشهر الستة الأخيرة. وقلما وصل إلى أسماع (المجاهدين) أصداء ما يتردد في فرنسا من احتجاجات أو انتقادات للأساليب الشريرة التي يطبقها الجيش الفرنسي في الجزائر.

إن معظم الناس، خارج الجزائر والعالم العربي، يستقون معلوماتهم - عن القتال - عن طريق باريس. والدعاية الفرنسية واسعة وبعيدة المدى، أما دعاية (المجاهدين) فبدائية أو ضعيفة. وإن من يتقبل الدعاية الفرنسية المبتذلة المتطرفة، فإنه لا يجرؤ -طبعا - على الذهاب إلى مناطق الثوار: فهم يتوقعون أن يذبحوا هناك بدافع التعصب العرقي أو الديني، وحتى لو أصم المرء أذنيه عن مثل هذه الأقوال - التي تروج لها الدعاية الفرنسية - فلا يسعه أن يلحظ شيئا من هذا عندما يصل إلى تونس. إن كل ذلك يتبدد في نظره عندما يتخذ طريقه السرية متجها نحو جبهة القتال. إن الفرنسيين يعتقدون أن جهاز جيش التحرير يفتقر إلى إدارة واعية، وتنظيم دقيق محكم، غير أن الذي يستطيع الحصول على رسالة توصية من أحد المفوضين في أوروبا، ثم يصل إلى تونس، ويأخذ بالبحث عن العنوان السري في ضواحي الأحياء العربية، إن من يتاح له ذلك، يقتنع فورا ببطلان الدعاية الرامية إلى الحط من شأن الجهاز الإداري للحركة التحررية الجزائرية.

ولحركة التحرير في تونس مركز، قد وافقت الحكومة التونسية ضمنا على إنشائه. وفي هذا المركز ترى طلابا يعملون على آلات كاتبة عربية وأوروبية، يكتبون بمختلف اللغات. وهناك، حيث

<<  <  ج: ص:  >  >>