للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجال الفكر هم قادة الحركة الوطنية، هؤلاء الرجال الذين تبلورت شخصياتهم في السجون الفرنسية خلال سنوات طويلة، يشرفون ويوجهون الحركة، فينقلون الأشخاص والمعدات، ويسيرونهم إلى الجيش في الجزائر. وفي قرية تونسية، بالقرب من الحدود الجزائرية، كانت هناك بعض المنازل التابعة لمنظمة التحرير الوطني الجزائرية. وهنا يلمس المرء أول دليل على كذب الدعاية الفرنسية، فهم يزعمون في باريس، كما يزعم فرنسيو الجزائر، بأن المجاهدين يفتقرون إلى نظام عسكري دائم بحيث لا يمكن تسميتهم منظمات مقاومة، بل عصابات من المتمردين غير النظاميين الذين يسيرون العمليات الحربية في (سبع الأرض الجزائرية). وفي غرفة من غرف هذه المنازل تجد جهازا مرسلا -لاسلكيا - يؤمن الاتصال مع مختلف المراكز الكبيرة الأخرى في الجزائر. وفي مراكز أخرى، أقيمت مستودعات للأسلحة، ونظمت أبنية يمكن للجنود الجرحى والمرضى أن يجدوا فيها جميع وسائل الراحة والعلاج. وفي هذه القرية، يمكن للمرء أن يلمس الدليل القاطع، على أن المجاهدين يملكون جيشا حديثا يضم (٢٠ - ٣٠) ألفا من المقاتلين.

...

لقد حصل مراسل صحيفة (سفن أوستي) السويدية، تصريحا بمرافقة قوة كانت متوجهة من (تونس) إلى (الجزائر). وقد وصف هذا المراسل تجربته بقوله:

(... اضطررت أن أرتدي ثياب المجاهدين العسكرية، غير أن رغبتي في وضع شارة العلم السويدي على ذراعي - كما نصحوني قبل حضوري - لاقت معارضة شديدة من المسؤولين في

<<  <  ج: ص:  >  >>