التي يجب لها أن تنمو وأن تتعاظم فوق كل الأفراد الزائلون حتى تبقى جذوة الثورة متأججة ومتقدة ومستمرة، ومتطورة. وهذا هو بدقة ما عبر عنه (توجيه للقيادة)(١) حفظته وثائق الثورة وتضمن ما يلي:
(إن المسألة التي نتناولها اليوم تهم أفضل - سير وتطور وتقدم - منظمتنا الثورية، ويجب أن تكون هذه الخصائص الثلاثة دائمة. وإن كل منظمة وكل تجمع ينسق نشاطه نحو هدف معين يجب أن يكون لهم مسؤولون يقودونهم ويسيرونهم. فمثلا: إن للجيش إطاراته - كادراته - وهم الضباط وصف الضباط. والباخرة يسيرها ربانها يعاونه في ذلك مساعدوه. وللمؤسسة مديرها وإطاراتها ومراقبوها الخ .. ومنظمتنا لها مسؤولوها. فالشخص أو مجموع الأشخاص الذين يكلفون بالإدارة والتسيير يتحملون مسؤولية القيادة.
إن المسؤول في منظمة جبهة التحرير الوطني هو قبل كل شيء مجاهد من أجل القضية الجزائرية، تم تعيينه في المستوى الذي هو فيه، وذلك للاضطلاع بمهام مختلفة ومعقدة، فإذا اختير لهذا المركز فليس ذلك تبعا لهذا الظرف العرضي - الطارىء - أو ذاك، ولا تبعا لهذه التوصية أو تلك، ولا لكونه قد أفاد من هذه العلاقة أو تلك، وإنما يتم اختيار المسؤول فقط لأن جهاده وكفاءته تؤهلانه لهذا التعيين، وتمكنانه من الاضطلاع بمسؤوليته. ومهما تكن مرتبة المسؤول في سلم التسلسل التصاعدي، فإنه يجب أن يكون قائدا جماهيريا ومنظما ومربيا. يقوم بواجبه مثله كمثل بقية مجاهدي
(١) المرجع: نشرة تحمل: (الجمهورية الجزائرية - وزارة الداخلية - نشرية داخلية - نوفمبر - ١٩٦١ ص ٥ و٦ تحت عنوان - الزاوية النظامية).