الجبهة. وهو مسؤول عن أعماله مثله كمثل جميع مجاهدي الجبهة. وزيادة على ذلك، يجب عليه باعتباره مسؤولا أن يتصدى لحمل مسؤولية كافة الأعمال التي يقوم بتنفيذها جميع العاملين تحت قيادته.
وهكذا، فكلما ارتفع مستوى مسؤوليته في السلم التصاعدي، كلما زادت أعباء الواجبات التي يضطلع بها، وكلما اتسع نطاق عمله أكثر من عمل المجاهد العادي. فإذا كان مجاهد القاعدة لا يقوم إلا بالعمل الذي يطلب إليه تنفيذه. فإنه يجب على المسؤول أن يسهر على تنفيذ التعليمات وشرحها بوضوح كامل. ويبقى من واجبه السهر الدائم حتى تصل التعليمات إلى أهدافها، وحتى تحقق النتائج المرجوة منها. ثم يجب عليه أن يراقب ويوجه وينسق نشاط كل المجاهدين العاملين معه.
يجب على كل مسؤول أن يفكر باستمرار في المبادرات التي يتخذها لتوجيه المجاهدين في القاعدة، ويجب عليه الاهتمام بتشكيل منظمته وتكوينها، وإعداد هيكلها حتى يجعل منها أداة مستعدة دائما للقيام بدورها في الثورة، وعليه ألا يضع في نظرياته، أو أن يحلق في الخيال، يعني فوق العناصر التي هي تحت مسؤوليته، بل على العكس، يجب عليه أن يعيش وهو على اتصال مستمر بالقاعدة، حتى يلمس الواقع ويدرك أبعاده ومن الواضح، بأنه من المحال على المسؤول أن يتمكن من الاضطلاع بدوره بنجاح، إلا إذا جمع مع المعرفة فصائل الإخلاص وروح المبادرة، ولكن مهما يكن اتساع معارفه، فيجب أن يحذر من الوقوع تحت سيطرة مشاعر التفوق التي تقوده للغرور، ففي ذلك السم القاتل الذي يشكل خطرا على تضامن المنظمة. وعندنا مثل يقول: (إن الإنسان