صدرت أبحاث كثيرة عالجت هذه النقطة بالذات وقد يكون من الأفضل الامتناع عن كل تعليق، وإفساح المجال أمام بحث عن (دور الفلاح الجزائري في الثورة)(١) صدر في المراحل الأخيرة من هذه الثورة.
(إن أبرز سمات الثورة العربية بالجزائر، ارتباطها بالأرض. فالأرض هي الإطار الذي أبرز النضال، والأرض هي منبع مقاومة جيوش الاحتلال، وهي المصدر لكل الانتفاضات التي تطورت إلى ثورة اعتبرت معجزة في تاريخ نضال الشعوب ضد الاستعمار).
وإذا تفحصنا تاريخ الجزائر، بمجهر النزاهة العلمية، والإنصاف الموضوعي. وجدنا أن الفلاح هو العنصر المحرك - الدينامي - الفعال الذي مارس دورا رئيسيا في المقاومة والثورات. فالفلاح هو الذي قاد المقاومة ضد جيوش الاحتلال الفرنسي، والتي استمرت من سنة (١٨٣٠) حتى سنة (١٩٠٣). ومن الفلاحين شكل الأمير عبد القادر جيشه الذي قاد المقاومة مدة سبعة عشر عاما (من سنة ١٨٣٠ حتى سنة ١٨٤٧). والفلاحون هم الذين قاموا بثورة (أبي بغلة) سنة (١٨٥١) وهم قاموا بثورة (بني سناسن) سنة (١٨٥٩) وهم الذين قاموا بثورة (أولاد سيدي الشيخ الأولى سنة ١٨٦٤) والفلاحون هم الذين كون منهم البطلان (الشيخ الحداد والمقراني) جيشا ثوريا (سنة ١٨٧١) اضطر فرنسا إلى إرسال ربع مليون جندي لإخماد هذه الثورة بعد أن خسرت فيها (٦٠) ألف جندي. والفلاحون هم الذين قاموا بثور أولاد سيدي الشيخ الثانية (سنة ١٨٨١) عقب احتلال فرنسا
(١) المرجع: مجلة (الشباب) الجزائرية. العدد السادس - نوفمبر ١٩٦١، و ٢ - ٦ والبحث للكاتب الجزائري عثمان سعدي.