لتونس مباشرة. والفلاحون مع البدو، هم الذين حاربوا جيوش فرنسا بصحراء الجزائر من سنة (١٨٨٩) حتى سنة (١٨٩٢) والفلاحون هم الذين قاموا بثورة (أوراس - سنة ١٩١٧).
لكن لماذا كان الفلاح بالجزائر عنيفا في مقاومته للاحتلال الفرنسي؟ إن الأرض هي السبب الرئيسي في عنف مقاومة الفلاح بالجزائر للاحتلال. فتوزيع الأرض بالجزائر يكاد يشكل نموذجا فريدا في نوعه، في تاريخ الأقطار الحديث. وإذا ما عدنا إلى العهد التركي فإننا نجد أن إدارة الحكم قد اكتفت بممارسة سلطتها على المدن الكبرى والمناطق القريبة التي لا تتجاوز سدس القطر الجزائري. وتركت للجزائريين حرية إدارة بلادهم. فتشكلت في كل منطقة إدارة أشبه ما تكون (بجمهوريات قبلية) وهكذا فعندما احتلت فرنسا الجزائر وجدت أربعة أنواع من الملكيات العقارية التي تشغل خمسة أسداس الجزائر، وكانت هذه الملكيات كالتالي:
١ - ملكية الدولة (البايليك).
٢ - أراضي (الأحباس) الموقوفة للمساجد والجمعيات الخيرية والهيئات الدينية.
٣ - أراضي القبيلة أو القرية (أراضي العرش) وهي عبارة عن ملكية جماعية.
٤ - أراضي الملاك الأفراد.
وتكاد الملكية الفردية تنعدم تماما بالمقارنة مع انتشار الملكية الجماعية. حتى أن القبائل بالجزائر لم تعرف الملكية الفردية إلا بعد دخول الفرنسيين. وقد كان لكل قرية أرضها الخاصة بها، يستثمرها سكانها استثمارا جماعيا. ويعين شيخ القرية في كل سنة، جزءا من الأرض لكل أسرة، وتضم مجموعات من الأسر الأراضي المخصصة لها