(دون جوان) وترك أسطولا احتياطيا بقيادة الأميرال (سانت كروز). وما أن بدأت المعركة حتى أحاطت بوارج (سيروكو) العثماني بالجناح الأيسر للأسطول الصليبي. وأوغلت السفن الإسلامية بين بوارج الأسطول الصليبي. ودارت معركة قاسية أظهر فيها الطرفان عنادا كبيرا، غير أن المعركة انتهت بتدمير القسم الأكبر من الأسطول الإسلامي. وخسر المسلمون (٢٠) ألف مقاتل في حين لم تتجاوز خسائر الصليبيين (٨) ألاف قتيل. ودمر القسم الأكبر من الأسطول الإسلامي ونجح أمير البحر الجزائري (علوش باشا) في إنقاذ الجناح الأيسر وسفنه الأربعين، وعاد بها إلى الجزائر. غير أن (دون جوان) لم يستثمر هذا النصر، بل إنه لم يهاجم (ليبابني) ذاتها. على الرغم من أن السكان النصارى، في الداخل، كانوا يترقبون ذلك للانقضاض على العثمانيين. وأخيرا انسحب الأحلاف، حتى إذا كانت السنة التالية، صار في مقدور السلطان أن يوجه إلى المعركة أسطولا يكاد يضاهي أسطولهم منعة وقوة. وهكذا فت في عضد البنادقة الذين ظلوا مرابطين في دلماسبا دون أن يحسنوا مركزهم أو يعززوا قواهم، وزايلتهم الرغبة في مواصلة الصراع والنضال، فعقدوا مع العثمانيين معاهدة تنازلوا بموجبها عن قبرص (في آذار - مارس - ١٥٧٣) وأفادت البحرية الإسلامية من تجربة (ليبانتي) فتم تطوير مدفعية الأسطول، حتى أصحت منافسة في عددها وقوتها للأساطيل المعادية (١).
(١) جاء في حرب الثلاثمائة سنة. أحمد توفيق المدني ص ٣٩٨ - ٣٩٩ ما يلي: (كان الأسطول الصليبي يضم ٣٠٠ سفينة يقابلها ٢٥٠ سفينة لدى الأسطول الإسلامي وكانت قوة الصليبيين (٨٠) ألف مقاتل. ووقعت المعركة يوم ١٧ جادي الأول ٩٧٩ هـ وانتهت بغرق ٩٤ سفينة من سفن الأسطول الإسلامي وأخذ المسيحيون ١٣٠ سفينة عليها نحو (٣٠٠) مدفع و (٣٠) ألف أسير واستشهد في المعركة علي باشا قائد الأسطول =