للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استيلاء جيشنا عليها. ويجد المشترون متعة في تركيب نظاراتهم المقربة، والوقوف على أعلى الهضاب التي تبعد مسافة ثلاثة فراسخ من - بليدة - لتنعم أعينهم بمشاهدة الأراضي التي دفعوا ثمنها، ولما يستولي عليها الجيش بعد. ويتوجه الكثيرون إلى مكان - التوثيق - لشراء مساحات من الأرض على أساس الوعود فقط. وهكذا نجد أن سهل متيجة - أو متوجة - وهو عبارة عن مستنقع - يبلغ طوله خمسة وعشرون فرسخا وعرضه نحو اثني عشر فرسخا، قد بيع عن آخره مقدما، ولم يبق على المشترين الجدد إلا أن يدفعونا للتقدم نحوه، فنقتل أونقتل في سبيل الحصول عليه).

اكتشف الفرنسيون بعد مدة أن هذه الوسيلة لم تجد نفعا، مع صلابة الفلاحين، مع هذا العنصر المنتج والفعال - الدينامي - إذ أخذ الفلاحون بعد طردهم من أرضهم، يتجهون إلى مناطق أخرى، يستقرون بها، ويستصلحون بورها، ويستثمرونها بطريقتهم الجماعية التعاونية، ثم سرعان ما يتخذونها قاعدة للهجوم على جيش الاحتلال من جديد. ولقد تحدث (مالارمي) عن جماعات في شرق محافظة (قسنطينة) فرضت عليهم العقوبات من قبل. ثم أعاد (أولاد يحيى) تنظيمهم وجمع شملهم. وقال هذا (المالارمي): (لكننا سنعمل على إفقارهم. ففي ذلك الضمانة الوحيدة للمستقبل).

لجأ الفرنسيون إلى حل ثان من أجل القضاء على ثورات الفلاحين وإخمادها. وهذا الحل هو استعمال التشريع (القانون سلاحا يدعم عمليات اغتصاب الأرض من الفلاحين. ففي ٣١ تموز - يوليو - ١٨٧٢، صدر أمر بأن يضم إلى أملاك الدولة مجموع الأرض الخالية من العمران، والتي لا يستطيع أصحابها تقديم

<<  <  ج: ص:  >  >>