للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كافة النقاط الاستراتيجية. ونشر الفرنسيون كافة قواتهم، غير أنهم عجزوا عن اختراق غابة (أكفادو).

كان القتال قد أصبح محتدما في (طفرا). فتوجهت سرية على الفور إلى أماكن الاشتباك بهدف تحرير إحدى سرايانا التي وجدت نفسها مطوقة، ومحاصرة، في قرية مجاورة. وكانت هذه السرية تضم الملازم (طاهر عميروش) أمين سر الولاية الثالثة والملقب (بالشوارب) وكذلك المقدم (حمامي - أو حميمي) التي جاء عوضا عن (عزرور تاغات). وكانت القمة العليا في الإقليم تهيمن على (وادي الصومام) وتهيمن على كافة تحركات قوات العدو. وكانت الطائرات القاذفة تمزق حجب السماء، وهي تقذف (النابالم) في كل مكان. وكان لا بد من إخلاء غابة (أكفادو) في الليل، إذ أن المعلومات المتوافرة والتي أمكن الحصول عليها في النهار، قد أكدت أن العدو يتابع دعم قواته وتعزيز مواقعه، حيث استمرت القوات الفرنسية في التدفق على (أديكار) و (تاوريرت - إيغيل) و (أسيف الحمام) و (عيط إيدجر) إلخ ..

وهكذا، فما إن هبط الليل، حتى تجمع جنودنا، وانتظموا في رتل أحادي، مع ترك مسافة كافية ما بين الجندي والجندي الذي يليه، وأخلينا الغابة، وأخذنا في اختراق مواقع العدو، ونحن متجهين إلى (بورت غويدون). غير أننا لم نكد نسير مسافة كيلومترين فقط داحل الغابة، حتى انطلقت أصوات رشتين من مسدس رشاش، وسقط الثلاثة جنود الذين كانوا يسيرون في المقدمة وهم يزمجرون لما أصابهم من جراح. وأصيب آخرون بجراح غير

قاتلة، غير أنهم باتوا عاجزين عن التقدم بسرعة. واستمر جند الأعداء الفرنسيين في إطلاق نيران مسدساتهم الرشاشة، فكانت

<<  <  ج: ص:  >  >>