للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثورة في الولاية الثالثة، فشجعت جنودها للقيام بحملة واسعة النطاق، وزجت قواتها فيها مع بداية شهر تموز - يوليو - ١٩٥٩. حيث أرسلت بعض طائرات الاستطلاع لاكتشاف مواقع الثوار في غابة (أكفادوا). وما هي إلا نصف ساعة حتى وصلت الطائرات القاذفة، وجاءت على أثر ذلك ثلاث طائرات قامت بإنزال المظليين

في منطقة جرداء داخل غابة (أكفادو) فوق قرية (بني أوغليس).

وما إن وصل المظليون الأرض حتى استقبلهم سيل من النيران أحاط بهم من كل جانب. وابتعدت طائرات المظليين لتفسح المجال أمام الطائرات القاذفة التي جاءت لتحرث الأرض بنيرانها. وتفرق المجاهدون بسرعة بعد أن دمروا قوة العدو.

مضى شهر تموز - يوليو - ١٩٥٩ والمجاهدون يشتبكون مع قوات العدو في كل مكان، في الجبال والسهول، في القرى والأودية. لقد عملت قوات الاستعماريين على فرض حصار محكم حول الولاية الثالثة بكاملها. وكان المجاهدون بالمقابل يسيطرون سيطرة تامة على كافة النقاط الاستراتيجية. وتلقى المجاهدون أمرا من القيادة العليا: الانتقال إلى (وادي الصومام) والتمركز على مقربة من الطريق العام والمواقع الحصينة المتاخمة له. وتم تنفيذ هذا الأمر على الفور. وبذلك بقي الجنود الفرنسيون في الجبل، واستقر المجاهدون في الوادي.

ما إن مضت أيام قليلة على التمركز الجديد حتى أصدرت القيادة العليا أوامر جديدة طلبت فيها إلى المجاهدين التفرق بمجموعات صغرى وتجنب أي اشتباك مع قوات العدو التي باتت تحتل كل الجبال، وتنتشر في كل القرى، وهي تنشر الرعب والدمار في أوساط المدنيين العزل من السلاح، والمجردين من كل وسائل المقاومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>