للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى هذه المنطقة وتجمعوا فيها. وصدر الأمر الإنذاري عن قيادة المجاهدين بالاستعداد لاستئناف التحرك. وعمل المجاهدون قبل كل شيء على إخلاء الجرحى ونقلهم إلى ملاجىء في الغابة. وقد تمت هذه العملية بينما كانت الطائرات العمودية (الهيليكوبتر) تحلق فوق الغابة، الأمر الذي أرغم الجنود في مرات عديدة، على وضع الجرحى أرضا، فوق الدرب الضيق الذي يسير على حافة جرف سحيق، من أجل تجنب المراقبة الجوية. وهكذا إلى أن تم نقل الجرحى، في حين كانت قوات الاستعماريين تضرب في السهول وتكنس المنطقة كنسا طوال ثلاثة أيام، انتهت بعدها (عملية المسح - التمشيط). وانسحب الجنود الأعداء مرة أخرى، ولم يعثروا على أحد من الجرحى أو المجاهدين.

تطلبت العناية بالجرحى، وخاصة المصابين بالكسور منهم، إعادتهم إلى الطبيب المختص بالعظام (الطبيب سي أحمد بن عبيد) وذلك في اليوم الثاني مباشرة. ثم جرى بعد ذلك نقل الجرحى إلى ملجأ أمين جدا في قاع أحد الأودية، وكان يعمل فيه الطبيب (سي طيب) الاختصاصي بالعظام وقد أمضى بعض الجرحى في هذا الملجأ مدة ثلاثة أشهر (من شهر تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٨ وحتى كانون الثاني - يناير - ١٩٥٩). استرد خلالها المصابون والجرحى قوتهم والتحق الذين برئوا منهم من جراحهم بمركز قيادة الولاية الثالثة في إقليم (بو نمال) من (أسيف الحمام). وبعد شهرين من ذلك استشهد قائد الولاية (سي عميروش) أثناء توجهه إلى (تونس) (وكان ذلك في آذار - مارس - ١٩٥٩) حيث لقي البطل مصرعه مع بعض المجاهدين في إقليم (بوسعده). وظنت القيادة الاستعمارية أن باستطاعتها استثمار هذا النصر للقضاء على

<<  <  ج: ص:  >  >>