ذاتها. وشرعنا بالمسير على الفور، حتى وصلنا حدود قريتين تحملان اسمي (التاراس - و- أنمعة). وأردنا اجتياز الطريق. وعندئذ وصلنا ضجيج صاخب، فعرفنا فيه ضجيج العدو وصخبه، فتوقفنا على الفور، وأخدنا في نصب كمين. وما هي إلا فترة وجيزة حتى وصلت ثلاث عربات من عربات نقل الجند (كميونات) وانطلقت نيران الأسلحة طوال عشر دقائق تمت خلالها إبادة القوة الفرنسية إبادة كاملة. وقام المجاهدون بجمع الغنائم التي ضمت أربعة أسلحة أمريكية آلية (أوتوماتيكية) وجهازا لاسلكيا. بالإضافة إلى أسر جندي فرنسي، كما حصل المجاهدون على كميات من الأعتدة التي كانت محمولة في عربات النقل. ورجع المجاهدون سالمين غانمين ولما يصب أحد منهم بأذى.
وكان فرج المجاهدين كبيرا لنجاحهم في تنفيذ مهمة لم يسبقها أي إعداد أو تحصير، وإنما كانت عملية ساقتها إليهم الصدفة فقط. وما إن ابتعد مجاهدونا عن موقع الكمين حتى ظهرت الطائرات القاذفة، وأخذت في التحليق فوق المنطقة، وتوزيع قنابلها هنا، هناك على غير هدى، ودونما هدف محدد. أما بالنسبة للأسير الذي تم أخذه، فقد اقتيد إلى حد (بني تليلان)، حيث كان يعقد في هذه اللحظة بالذات مؤتمر على مستوى الولاية، في مكان يحمل اسم (مزرعة بو الأقمار) من ناحية (المليا) فسلمنا الأسير إلى المسؤولين الذين قرروا إطلاق سراحه، حتى يعود إلى وطنه (فرنسا). وحتى يؤكد لمواطنيه ما شاهده من تصميم الثوار على متابعة الجهاد واستعدادهم لذلك.
توافرت لنا فرصة في نهاية شهر تموز - يوليو - وبداية شهر آب - أغسطس - ١٩٥٦ لعقد اجتماع على مستوى الولاية الثانية، وتم عقد