المرور التي تصل إلى الشرق. كما وضع أربعة من الجنود الأدلاء الذين وجهوا الكتيبة حتى وصولها إلى (خط موريس) حيث وصلت الكتيبة إليه يوم ٧ تشرين الثاني - نوفمبر -. وأقامت في جبل مجاور لمدة أربعة أيام، حيث انضم إليها ثلاثون جنديا - أرسلهم (محمد روح) وكلفه باصطحابهم إلى تونس.
قرر قائد الكتيبة عبور خط (موريس) يوم ١١ تشرين الثاني - نوفمبر - وتجهزت الكتيبة لهذه الغاية برفش ومعول، ومقصين لقطع الأسلاك الشائكة ومجرفة. وكانت الساعة (٢٣٠٠) عندما وصلت الكتيبة إلى موضع يضم طريقا يستخدمه العدو للوصول إلى الجبال والتوغل فيها. وكان يتم إقفال هذا الطريق ليلا بسياج شائك يشبه زوجا من الأبواب. وتم قص الأسلاك عند الباب الأول، ثم أمكن اجتياز حقل الألغام، والوصول إلى الباب الثاني، وقص الحلقة الكبيرة التي توصده، وجاء بعد ذلك دور الخط المكهرب. حيث اجتاز المجاهدون الطريق زحفا من تحت الأسلاك الشائكة حتى تم الوصول إلى الطرف الثاني من (خط موريس). ووجد المجاهدون أنفسهم أمام واد كبير، تحيط به الحدائق المزروعة بأشجار التين. وشعرت القوات الفرنسية بوجود المجاهدين، واكتشفت أمر الثغرة التي مروا منها، فشرعت مدفعيتهم بالقصف على طرق مرور كتيبة المجاهدين، غير أن هؤلاء نجحوا في اللجوء إلى منطقة من جبال (بني صلاح) كانت متميزة بوعورتها الشديدة، وبصعوبة وصول العدو إليها.
قام قائد الكتيبة بعد يومين اثنين بإرسال مجاهدين بمهمة استطلاع المنطقة، ولكنهما لم يبتعد كثيرا حتى باغتهما العدو بالرمي