عليهما. فرجعا على الفور سالمين ولما يصابا بأذى. وظهر أنه لا بد من السير في الليل للإفادة من الظلمة بهدف الوصول إلى تونس. لا سيما وأن الوحدات الفرنسية قد انتشرت منذ خمسة عشر يوما في كل ناحية من نواحي الإقليم. وفي الوقت ذاته. كانت قدرة افراد الكتيبة قد استنزفت لبقائهم بتسعة أيام من غير طعام. ووصلت الكتيبة بعد يومين الى خط (شال) في قطاع (دار البيضا) غير بعيد عن (بوحجار). وحاولت الكتيبة في يومي ٢٠ و٢١ تشرين الثاني - نوفمبر - القيام بعدد من المحاولات لعبور خط (شال) غير أن القوات الفرنسية تمكنت في كل مرة من إحباط المحاولة. وفي يوم ٢٢ تشرين الثاني - نوفمبر - توجه قائد الكتيبة للقيام باستطلاع شخصي للمنطقة، وصعد إلى إحدى الهضاب المرتفعة حيث أمكن مشاهدة أحد الدواوير.
وعندها، قرر التوجه إلى (الدوار) وأمكن له إجراء اتصالات مع الأهلين، بعد صعاب كثيرة وبعد تجاوز عقبات صعبة. وعندما تم اكتساب ثقة الأهلين الذين تأكدوا من شخصيات المجاهدين، عملوا على تعريفهم بمجاهد كان قد وصل إلى الإقليم منذ أيام قليلة. وجاء هذا المجاهد إلى قائد الكتيبة الذي طلب إليه تأمين الطعام لأفراد الكتيبة الجياع والذين مضى عليهم اثني عشر يوما لم يذوقوا فيها أي نوع من أنواع الطعام. وجاء المجاهد بالطعام إلى هؤلاء الذين اصفرت وجوههم وباتوا وهم عاجزين حتى من الكلام.
فتناول المجاهدون ما سدوا به رمقهم، واستراحوا قليلا، وبعدها جلس قائد الكتيبة إلى المجاهد - ابن الإقليم - يستوضحه عن الموقف في الإقليم، وعن المعلومات المتوافرة في موضوع تشكيلات القوات الفرنسية وانتشارها في المنطقة. وأفاد المجاهد