للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن قوات العدو منتشرة في كل مكان، ونتيجة لذلك فإنه من المحال عبور الخط المكهرب (خط شال) غير أن هناك بعض الأمل بتحقيق النجاح في العبور من جهة (الدوار) ولو أن هذا العبور سيتم قريبا من مواقع العدو.

وقررت قيادة الكتيبة بذل المحاولة في مساء اليوم ذاته لإجراء العبور. ولكن ما إن وصلت الكتيبة إلى جوار خط الأسلاك الشائكة حتى واجهت دبابتين معاديتين كانتا تقفان على بعد عشرين مترا فقط من النقطة التي وصل إليها أفراد الكتيبة، والذين التصقوا بالأرض، منبطحين على ثراها. وما هي إلا فترة قصيرة حتى سارت إحدى الدبابتين متخذة طريقها نحو الدوار، في حين أطفأت الدبابة الثانية أضواءها، وبقيت متمركزة في موقعها، ومحركها مستمر في دورانه. ومكث مجاهدو الكتيبة في مواقعهم ينتظرون انصراف الدبابة الثانية وابتعادها حتى أزفت الساعة الثالثة صباحا، وعندها قرر قائد الكتيبة الإقدام على احتمال مخاطر المجازفة، فتقدم إلى السلك المكهرب، وأمكن له قطعه، وتبعه أفراد الكتيبة الذين شقوا طريقهم زحفا عبر حقول الألغام. وأمكن للمجاهدين عبور المنطقة الخطرة من غير أن يثيروا انتباه سدنة الدبابة. غير أن العدو أخذ في إطلاق الشهب المضيئة ولما يبتعد المجاهدون بأكثر من خمسمائة متر، وأخذت المدفعية في إطلاق قنابلها على الموضع الذي كان يتمركز فيه أفراد الكتيبة قبل قليل، والذي اضطروا إلى أن يتركوا فيه بعض ثيابهم.

وتابع المجاهدون طريقهم حتى وصلوا إلى (واشتاتا) حيث التقوا بالمجاهد (وارثي الأخضر) والذي استقبلهم، وقدم لهم

<<  <  ج: ص:  >  >>