القهوة، وأمن العناية للمجاهدين الذين أصيبوا بجراح أثناء عبور منطقة الأسلاك الشائكة ... وأخيرا وصلت الكتيبة إلى المنطقة التي كان يتولى قيادتها المجاهد (عبد الرحمن بن سالم) وذلك في ظهر يوم ٢٣ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٨، وكان قد مضى على الكتيبة أحد عشر شهرا من المسير. وكانت المنطقة تضم أربعة آلاف جندي مجاهد استقبلوا إخوانهم أفراد الكتيبة استقبالا حارا أنساهم كل المشاق والمتاعب والمعاناة مما تعرضوا له في رحلتهم الصعبة. وعمل القائد (عبد الرحمن بن سالم) فورا على تخصيص مكان منعزل للكتيبة، وأوصى قائدها بتجنب الحديث عن الصعوبات التي جابهتها الكتيبة أثناء عبورها للحواجز المختلفة، حفاظا على الروح المعنوية لبقية الجنود المجاهدين الموجودين في المنطقة (داخل الحدود التونسية). وأمضت الكتيبة فترة من الراحة، تم بعدها استدعاء قائد الكتيبة لمقابلة مسؤول المنطقة من أجل الحصول عن المعلومات الضرورية المتعلقة بخطوط الفرنسيين. وقد أبدى مسؤول المنطقة إعجابه برجال الكتيبة، وما تحلوا به من الفضائل الحربية، وما أظهروه من الصبر والتصميم.
انتقلت الكتيبة بعد أيام قليلة إلى (أمليز) بهدف ممارسة التدريب على الأسلحة الحديثة. واستمر تدريب الكتيبة طوال أربعة أشهر (من كانون الثاني - ديسمبر - وحتى آذار - مارس ١٩٥٩) حيث ضمت الكتيبة إلى كتائب أخرى في إطار تنظيم (فوج) يحمل اسم (الفوج الحادي عشر) - ونقل الفوج إلى (عين دراهم) حيث تمركز في (العيون) وكلف بمهمة العمل على تدمير خطوط الأسلاك الشائكة التي كانت فرنسا قد أقامتها على الحدود التونسية. والتعرض للحامية المدافعة عنها.