للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاضطر إلى عقد الصلح في تشرين الأول - أكتوبر - تنازل بموجبه عن القسم الأعظم من (بودوليا وأوكرانيا).

لم تكد القوات العثمانية تفرغ من صراعها مع بولونيا حتى اندلعت الحرب مع روسيا، ودارت معارك طاحنة انتهت باستيلاء الروس على كييف والمناطق المحيطة بها. واضطرت الإمبراطورية العثمانية إلى عقد صلح في سنة (١٦٨١) اعترفت فيه لروسيا بملكية ما استحوذته من المناطق. ولم يكد العثمانيون يطمئنون إلى استتباب الأمن والسلام في الشرق، حتى حشدوا كامل قوتهم لحرب المجر من جديد. وكان النبلاء المجريون قد اقترحوا على السلطان العثماني إخضاع ما بقي من المجر تحت الحكم النمساوي، مقابل أدائهم جزية سنوية. فجهز السلطان محمد الرابع (١٦٤٨ - ١٦٨٧ م) جيشا سار من بلغراد لقتال الإمبراطور النمساوي في (أيار - مايو - ١٦٨٣) وكان الجيش النمساوي يتوقع الحصول على إمدادات جديدة، فتراجع متمهلا إلى (فيينا). وفي ١٧ تموز - يوليو - حاصر العثمانيون العاصمة بقيادة الصدر الأعطم عمر مصطفى، ولكن جيشا كبيرا ما لبث أن برز من ألمانيا، على الرغم من تهديدات الملك الإفرنسي لويس الرابع عشر. ولقد استطاع هذا الجيش بالتعاون مع الفرق البولونية أن ينرل الهزيمة بالعثمانيين عند (قاهلنبرج) في ١٢ - أيلول - سبتمبر - وأن يحملهم على رفع الحصار عن العاصمة. ومع أن الخلاف ما عتم أن شجر ببين الألمان وملك بولونيا (سوبيسكي) بسبب من مطالب هذا الأخير، فقد وضعت الخطة الرامية لإخراج الأتراك المسلمين من المجر. وفي ٥ آذار - مارس - سنة ١٦٨٤م، وبفضل تدخل البابا، عقد بين الإمبراطور وسوبيسكي حلف انضمت إليه البندقية وهدفه العمل المشترك ضد العثمانيين. ومنيت القوات العثمانية على أثر ذلك بالهزيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>