للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استخدامها كمكتب للعمل. وقد غطت الجدران بألواح من مختلف الأشكال والألوان التي تمثل المصطلحات والرموز المستخدمة على الطرق - كشارات لسائقي السيارات ولتنظيم المرور -. وكان عشرات الرجال يترددون على هذه الغرفة طوال النهار، حيث كان يجلس في نهايتها رجل متوسط العمر يستند إلى الطاولة بمرفقيه. وكان هذا الرجل متوسط الطول (مربوع القامة) تشع من عينيه نظرات معبرة ونشطة، تعكس حماسة صاحبها وهو يتحدث باستمرار مع زواره حيث ينجز لهم ما يطلبونه من الأعمال بطريقة محببة وهو يمارس دوره باعتباره مدربا لقيادة السيارات (السواقة). وكان بعض تلاميذه يتابعون التدريب، في حين كان آخرون ينتظرون دورهم وهم يتبادلون الأحاديث فيما بينهم. وكان باستطاعة الواقف إلى النافدة المطلة على الشارع أن يرى محطة للوقود، توقفت فيها مجموعة من المركبات (السيارات) المعدة للتدريب (وقد كتب عليها - مدرسة قيادة السيارات).

وكانت هناك مسطبة لمقهى يتاخم هذه المحطة وقد ارتفعت فيها الأشجار التي أظلت بظلها مجموعة من الطاولات وقد جلس حول كل واحدة منها رجلين أو ثلاثة من الزبن (الزبائن أو الرواد). وضمن هذا المثلث، حيث لم يكن لا السائقين ولا السابلة - المارة - يعيرون انتباها لما يدور حولهم بسبب حركة المرور الكثيفة والتي لم تكن لتتوقف أو تهدأ في أي وقت من الأوقات، ضمن هذا المثلث اختارت المنطقة الأولى إقامة قيادتها تحت غطاء (مدرسة تدريب قيادة السيارات - السواقة) وكان سائقو السيارات، ورواد المقهى وزبن محطة الوقود وطلاب التدريب يعملون جميعا بتنسيق تام وتعاون مذهل. وكانت حركة مستأجري المهجع في غدوهم وإيابهم تقدم

<<  <  ج: ص:  >  >>