للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدينيين. وكانت عملية نقل الصلاة تذاع على موجات الأثير بالبث المباشر على موجات راديو الجزائر (أو ما كان يسمى محطة فرنسا

الخامسة).

وكانت الترتيبات الفنية تنتقل نوبا، لتتفرع مرة إلى (المسجد الكبير) ومرة إلى (مسجد الصيادين) وكان موقع المسجد الكبير يشكل مصيدة حقيقية لكل عمل فدائي، لأن كافة المحاور المؤدية إليه تنتهي إما إلى حصون القيادة البحرية، أو إلى التحصينات المتاخمة للبحر، الأمر الذي كان يفرض تجنب القيام بأي عمل في هذا المسجد. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فقد كان لا بد من تكليف فدائي آخر للعمل من أجل القيام بعمل مماثل بهدف تضليل العدو إذا ما استنفر فواته.

كان مسجد (الصيادين) بالمقابل يضمن توافر كل المتطلبات الضرورية للانسحاب بسهولة، إذ كانت تجاوره شوارع فرعية عديدة يمكن استخدامها للتفرق في كل اتجاه بعد تنفيذ العملية. وتمت دراسة المهمة بأدق تفاصيلها، ووضع مخطط تنفيذها في زاوية المقهى، وتحت مراقبة رجال الشرطة والدوريات العسكرية التي كانت تتجول باستمرار على الرصيفين المجاورين للشارع. وتم وضع نص البيان - باللغة العربية - ليصار إلى توزيعه على أوسع نطاق ممكن، وفي كافة شوارع العاصمة. وقد تولى الفدائيون تنفيذ هذا الجانب من المهمة. أما الجانب الآخر فتمثل بالمهمة التي قضت بقراءة نسخة من هذا البيان وإذاعته على موجات الأثير (من إذاعة فرنسا الخامسة). وذلك أثناء نقل صلاة يوم الجمعة. وتضمن نص البيان دعوة من (جبهة التحرير الوطني) إلى الشعب الجزائري، لإعلان الإضراب العام في ذكرى اليوم المشؤوم الذي احتلت فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>