للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرنسا الجزائر. وللتأكيد على التزام الشعب الجزائري بتأييده (لجبهة التحرير الوطني) ووقوفه مع (جيش التحرير الوطني).

جرت بعد ذلك مناقشة مخطط التنفيذ، فتقرر تكليف زمرة من بعض الفدائيين، واجبها إثارة الفوضى والاضطراب في وسط العسكريين الفرنسيين الذين كانوا يحيطون بمنطقة الجامع (المسجد). ومن واجب هذه الزمرة أيضا مراقبة كافة أبواب المجد بهدف منع كل عملية هروب من داخل المسجد إلى خارجه. وكان الأمر الذي تلقته الزمرة بهذا الصدد دقيقا وحازما؛ تيسير دخول المصلين إلى المسجد ومنعهم من الخروج. وفي الوقت

ذاته نظمت مجموعة أخرى من الفدائيين - زمرة - واجبها الإشراف على التنفيذ وتشكيل نوع من القيادة للعملية. ولم يبق بعد هذا الإجراء إلا قيام المنفذ (محمد الأندلسي) بدخول المسجد، وتلاوة بيان الجبهة.

قام (محمد الأندلسي) في الموعد المحدد بوداع عائلته وداعا مؤثرا، غير أن هذا التأثر لم يصل إلى حد الانتقاص من البهجة التي كانت تعمر قلب (محمد الأندلسي) باحتمال انضمامه إلى قافلة الشهداء. وقد باتت أمنية الأعداد الكبرى من جماهير الجزائريين هي طلب الشهادة، وبلوغها، دفاعا عن كل موطىء قدم من الأرض

التي دنسها الفرنسيون، والتي أقسم الجزائريون على تطهيرها بسيل غزير من الدماء الزكية الطاهرة. وخرج (محمد الأندلسي) من منزله، وقد حمل معه كيسا صغيرا علقه على كتفه، ووضع فيه جلبابا (غندورة) وعمامة تشكل كفنا، وآلة حلاقة آلية - ميكانيكية ثم مضى في طريقه حذرا وسط ثكنة عسكرية شملت كل شوارع المدينة، ودخل شارعا فرعيا طويلا ظهر لامتداده أنه لن ينتهي. وكانت الرغبة

<<  <  ج: ص:  >  >>