كانوا يراقبون المنطقة من أعلى المرتفعات، كلمات التعارف. وما إن وصلت القافلة إلى المعسكر، حتى انصرفت الكتيبة التي كانت ترافق القافلة، وتفرقت هنا وهناك، لتحتل أمكنتها المخصصة لها في الخنادق والملاجىء. وتوجه قائد هذه الكتيبة لمقابلة المسؤول عن الثكنة (إبراهيم دهان) ليقدم له البريد الذي يحمله، وليرفع له تقريرا شفهيا عن تنفيذ المهمة، وعما توافر لديه من معلومات متعلقة بحالة طرق المواصلات، وحركة القوات الفرنسية في الإقليم. وقام المسؤول (إبراهيم دهان) في الوقت ذاته، بإبلاغ قائد الكتيبة عن حركة العدو في المنطقة، وقوات الدعم القادمة من (غرداية) و (الأغواط) و (ورقلة). بهدف دعم الفوج المتمركز في (متليلي). وقد تم السماح للكتيبة إثر هذه المقابلة بالانضمام إلى بقية الرجال لأخذ قسط من الراحة. وارتفع ضجيج الأصوات مختلطا بضحكات الرجال وقهقهتهم وهم يذكرون لإخوانهم قصة معركة (جبل فرنسا) التي خاضوها حديثا، والتي كانت أول وأضخم معركة من معارك الصحراء. وفي الوقت ذاته، انصرف أفراد الكتيبة التي رافقت قافلة الإمداد، للحديث عن رحلتهم، مع مناقشة نتائج معركة إخوانهم الكبرى. لقد كانت قيادة الكتيبة تجلس على موقد من الجمر وهي تحاول معرفة أهداف العدو. وأصدر القائد أمره إلى الكتيبة بمرافقة المجاهد الأخ (بوجمعة) للتوجه مسافة أربعين كيلومترا، حيث الطريق الذي يصل (متليلي) بقرية (غزيلات) الصغيرة، حيث توافرت معلومات تشير إلى توجه مركبات مثقلة بالحمولة إلى هذه القرية. وجاءت تقارير عديدة من عناصر الاستطلاع ذكرت أن القوات الفرنسية تحشد قواتها في ثكنة عسكرية تقع في (غزيلات).