مشؤوم، وحتى يتم الوصول بالإمدادات - الغنائم - وهي في حالة سليمة. ونهض (دهمان رمضان) من مكانه، وتنكب بندقيته، وسحب مغلاقها نحو الخلف، وأدخل طلقة في حجرة الانفجار الفارغة، وأعاد المغلاق، وأحكم رتاجه، فيما كان رفيقه يتابعه بنظره متظاهرا باللامبالاة. غير أن (دهمان) بادره بقوله: إني ذاهب لإلقاء نظرة إلى الوادي. وأنا لا أشعر بالارتياح. فإذا لم أعد، أو لم أتمكن من الرجوع، حتى ظهور الفجر، فموعدنا في مركز القيادة، على أمل اللقاء هناك).
وهنا قرر (سي الأخضر) مرافقة (دهمان) وعدم تركه ليذهب وحده. وانطلق الاثنان يهبطان المنحدر بيسر وسهولة. وكانا يتناوبان التقدم، حيث يتوقف أحدهما مراقبا بينما يسير الآخر لمسافة عشرين مترا، يتوقف بعدها حتى يلحق به رفيقه ويتقدمه عشرين مترا أخرى وهكذا ... إر أن وصلا أسفل المنحدر فشاهدا أشباح عشرة من الجمال الواقفة وهي تأكل حزم الأعشاب القليلة في الوادي. وانبطح الإثنان على كثبان رملي. وتساءلا عن سر وجود هذه الإبل في هذا المكان؟ وعما إذا كانت تابعة للواء الهجانة (المهريين) الأعداء؟ وأرسل (دهمان) عواء يشبه صوت (ابن آوى) ثم أتبع ذلك بعد فترة قصيرة بصوت مماثل، وكرر ذلك ثالثة، غير أنه ما من أحد أجابه. فكان لا بد من إجراء استطلاع لمعرفة أصحاب الجمال. وتقدم الرجلان بحذر وهما يقفان عند كل خطوة، حتى وصلهما صوت وشوشات وهمسات قادمة من اتجاه يسارهما، فاتجها نحو مصدر الصوت ليتوقفا بغتة إذ وقع نظرهما على خيمة (كندية) تتربع على المرتفع المقابل لهما. ونظر كل إلى صاحبه نظرة التساؤل: إنهم من (القوم) - فلماذا لم يتدخلوا عندما وقع الاشتباك - لعلهم لم