وصلت القوات الفرنسية، ومرت من أمام الكهف، وتجاوزته إلى القرية، ولم يكن من الغريب ألا تكتشف القوات هذا الكهف أو تتوقف عنده، فتابعت تقدمها نحو (القرية). وهي تدفع أمامها رجلين من الفلاحين اعتقلتهما في الحقول. وكان (فرضي الهاشمي) هو الخفير المكلف بحراسة مدخل (الكهف) وقد تصادف وقوفه على بعد بضعة أمتار فقط من المدخل عندما مرت به القوات، فشعر بالخطر، وأراد الدخول لإنذار الرجال الذين لم يكن عددهم يزيد على ثمانية وسبعين رجلا. غير أن حركته جاءت متأخرة جدا. فقد وصلت مجموعة أخرى من المرتزقة وهي تتقدم من الجهة المقابلة، واعتقلته. وتمت صفقة (بيع) الكهف للأعداء. وتقدم دليل يلبس ثياب الجلادين فلا يظهر منه غير عينيه. وتولى قيادة الجنود نحو الكهف. وأثناء ذلك كان (البائس - فرضي) والفلاح الآخر، قد تورما لكثرة ما نزل بهما من الضرب. وأرغما تحت سيل المطر على حفر قبرهما استعدادا لإعدامهما. غير أن حدثا أنقذهما من الموت في تلك اللحظة، إذ وصل (اللواء ماسون) قائد الدرك - الجندرمة - في (ندروما) وهبط من طائرة عمودية - هيليكوبتر - على مسافة قريبة منهما، فشهد شهادة لمصلحتهما أهام الجنود المرتزقة. بينما تابع (الرجل المقنع) مهمته في قيادة المرتزقة إلى مدخل الكهف. وقام هؤلاء المرتزقة بدفع البائس (فرضي) أمامهم بعد أن أدخلوه في ثياب عسكرية. اعتقادا منهم أن ذلك هو تدبير احترازي للمرور من الشق الضيق الذي يشكل ممرا مجاورا للمنحدر السحيق، والذي لا يسمح بالمرور لأكثر من شخص واحد. وكانت الظلمة الحالكة مسيطرة على مدخل الكهف، وسقط (البائس فرضي) بغتة إذ أصابته رصاصة انطلقت من الداخل. وأصيب