حلول: الأول: هو محاولة الخروج بالقوة، غير أنني أحب أن أقول لكم مسبقا بأننا سنسير في هذه المحاولة إلى موت محتم بسبب قلة الأسلحة المتوافرة بين أيدينا. والحل الثاني: هو الاستسلام للعدو. وعلينا أن نتوقع في هذه الحالة من عدونا أسوأ معاملة، وسنتعرض للتعذيب حتى الموت. غير أني استحلفكم أمام الله الالتزام بالصمت، وعلى هؤلاء الذين يقررون الاستسلام ألا يعطوا الخونة الأعداء أي اسم - غير اسمي أنا - وذلك حفاظا على حياة هؤلاء الرجال الذين تحتاجهم الثورة، وتريد بقاءهم على قيد الحياة. أما الحل الثالث: فهو البقاء في الكهف والدفاع عنه، ويجب علينا في هذه الحالة أن نبرهن على تصميمنا وحزمنا وشجاعتنا، وذلك بألا نسمح لأي واحد من هؤلاء المرتزقة بالوصول إلينا. وإننا إذ نقاوم فلدينا الأمل بأن يقوم إخواننا المجاهدون بمد يد المعونة إلينا، ومحاولة بذل الجهد لانقاذنا. ولقد سبق لي أن تحدثت مع صديق لي ذات يوم، وهو ضابط في جيش التحرير الوطني، فوعدني ببذل كل جهد مستطاع، والإسراع في القدوم لمساعدتنا إذا ما تعرضنا للحصار من قبل العدو. ولا أستطيع أن أؤكد حاليا مكان وجوده، ولكن هناك يقينا (مراسل) هو في طريقه الآن إليه لإعلامه بالموقف الذي نجابهه).
لقد كان ما قاله الشيخ في الواقع حقا وصدقا، وكان الضابط الذي أشار إليه في حديثه هو القائد (بن الحسين) الذي وعد بالتدخل مع جنوده لرفع الحصار فيما إذا نجح العدو باكتشاف الكهف أو تطويقه. غير أن (بن الحسين) كان في (وجده) بالمغرب عندما وقعت هذه الأحداث. فقد خاض في المرحلة السابقة معارك ضارية، انسحب بعدها إلى القيادة العامة، وانتقل منها إلى