للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحويلهن عن عقيدتهن، ويقلن لهن إن أزواجكن قد تزوج البعض منهم بالتونسيات أو المغربيات، وهجروكن) (١).

وتفشل كل جهود الاستعمار في تحطيم قلعة الصمود الجزائرية. وتخرج المرأة الجزائرية المسلمة مرتدية عباءتها التقليدية (الغندورة) لتتصدى بصدرها لرصاص العدو. وتسقط شهيدة، فيما كانت أختها تعاني ألوان العذاب تحت سياط الجلادين. إنها صورة خالدة لم ترسمها ريشة رسام، ولم يحدد معالمها خيال شاعر، ذلك لأنها صورة واقعية ترتبط بتراث أصيل يضرب في جذوره عميقا إلى أعماق التاريخ الإسلامي في الجزائر. وإذا كانت المرأة الجزائرية - جاهلة للحضارة الغربية - فما أغناها عن معرفة تلك الحضارة التي لم تحمل إلى بلادها إلا الانحلال والتمزق والضعف. ولعلها لم تدرك ذلك في بداية الأمر بعقلها، غير أنها أدركته بقلبها المؤمن، فكان إيمانها هو مصدر معرفتها.


(١) المرجع: (التعليمات السوداء) نشرة سرية داخلية صادرة عن أركان حرب جيش التحرير الوطني الجزائري - الولاية السادسة - ١٥/ ٦/ ١٩٦١ ص ٤ و ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>