أجنبية - ولم يدخل العبث والرجس بيوتهن، فكن من أطهر وأجمل وأجل ما يستطيع الإنسان ذكره عن سيدة كاملة، مسلمة، عربية، تقية، نقية، طاهرة، ورعة، حفظت من جزائر الأجداد دينها وإيمانها وعروبتها وعزتها وشرفها. وورثت عنها ابتها تلك التقاليد، وتلك الأخلاق) (١).
لقد كانت خميرة الثورة كامنة هنا، في معقل صمود المرأة الجزائرية المسلمة، فلا غرابة في أن تقفز المرأة الجزائرية إلى موقع الغداء والتضحية عندما تتوافر لها الفرصة. ويعود الاستعمار إلى محاولاته التقليدية في محاولة تدمير قلعة الصمود من الداخل - عن طريق المرأة. وعرف قادة الثورة الجزائرية ذلك، فكان في جملة توجيهاتهم:
(تنحصر مهمة الممرضين والممرضات والهلال الأحمر والصليب الأحمر في جلب الأخبار من النساء لما تسمح به مهمتهم من التمكن باتصال جميع طبقات الشعب، وإظهار مزايا فرنسا للمواطنين من عطف وشفقة ومعالجة وتوزيع للأدوية مجانا).
(تقوم النساء من جواسيس العدو، ببث روح التفرقة بين النساء ورجالهن، وخلق سوء التفاهم، وحمل النساء - المسلمات - على أن يشتكين ببعولتهن إلى مكاتب الشؤون الأهلية - الساس - وأن يقمن - أي الجاسوسات - بمراقبة زيادة الأطفال والنساء في العائلات، ومن أين طرأت هاته الزيادة. وبالاتصال بنساء المجاهدين. والإيحاء إليهن بكل ما من شأنه التأثير عليهن؛