للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأرواحهم. لقد قضى هؤلاء دفاعا عن حرمة الدين التي انتهكت، فما في الدنيا أعز ولا أغلى من طلب إحدى الحسنيين الشهادة أو النصر.

وعلى هذا الطريق سار (ذوي اللحى الشقراء) مدافعين عن ثغور المسلمين خلال فترة تاريخية، تألبت فيها قوى الصليبية ضد المسلمين في الأندلس الإسلامية، فأخرجوهم من ديارهم، وشددوا عليهم الخناق، وعملوا فيهم تقتيلا وتشريدا وسبيا ونهبا حتى ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت. وظهر البطل المنقذ كما يبزغ الشهاب في السماء المظلمة. فمد يد العون لمن امتنع عليهم كل عون، وقدم المساعدة عندما عزت المساعدة على أحوج الناس إليها.

وخلال تلك الفترة التاريخية، انتقلت القوات الإسبانية للهجوم على المغرب العربي الإسلامي - تحت راية الصليبية - وتم لهذه القوى احتلال المدن الساحلية، وأعملوا فيها تدميرا للمساجد وانتهاكا للحرمات ونهبا للثروات والأموال. فمضى (أصحاب اللحى الشقراء) لتقديم ما يستطيعون من أجل دعم إخوانهم في الدين.

فسطروا بذلك أروع الملاحم وأعظم الانتصارات، وعرفت ميادين الجهاد في البر والبحر فضائلهم ومآثرهم، فكان في ذلك خلودهم الذي وقر في قلوب العرب والمسلمين، لا في المغرب الإسلامي فحسب، وإنما في كل دنيا العرب وسائر ديار المسلمين.

وذوي اللحى الفقراء، صفة أطلقها الإفرنج - الإفرنسيون - على تلك العائلة التي تزعم أفرادها عملية الجهاد في البحر (باربروس - برباروسا) ثم نقلت إلى العربية بحرفيتها، وبقيت سائرة حتى كادت تطغى على الأسماء الأصلية لمجموعة الإخوة المجاهدين. (١)


(١) باربروس، BARBEROUSSE، اسم اطلق على الأخوين عروج وخير الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>