نشأ هؤلاء الأخوة في جزيرة (مدلي) من بحر الأرخبيل، لأب تركي اسمه (يعقوب بن يوسف) كان متزوجا من سيدة أندلسية ولدت له أربعة أبناء هم (اسحاق وعروج وخسرف ومحمد الياس). وقد حرص الأب عل تنشئة أبنائه نشأة إسلامية صلبة، وقد اختار الابن الأكبر طريق العلم والمعرفة فمضى في دراساته الإسلامية. في حين انصرف بقية الأخوة للجهاد، واختاروا البحر ميدانا لهم. فكان عروج (بضم العين والواو) هو الذي افتتح المجال أمام إخوته إذ أنه ركب البحر ولما يتجاوز العاشرة من عمره إلا قليلا. وأمكن له بعد فترة قصيرة أن يجهز مركبا خاصا به، تولى قيادته بنفسه غير أنه لم يبتعد كثيرا حتى أسره الأعداء في بحار الشرق، فعمل في المجاذيف والقيد في رجله مدة سنتين.
لكنه تمكن من الفرار، إذ ألقى بنفسه في البحر وهو على مقربة من سواحل مصر، ومنها ركب البحر عائدا إلى جزيرته (مدلي) حيث أبوه وإخوته. غير أنه كاد يسقط أسيرا من جديد، وكان على مقربة من سواحل قرمان التركية، فأكرمه كوركود ابن السلطان (بيازيد) الذي كان يتولى إمارة (قرمان) ورأى فيه جنديا بارزا ومقاتلا شجاعا، فجهز له سفينة قرصنة، وبعث به غازيا في بحار إيطاليا، حيث كانت الحرب ضد الإسلام والمسلمين على أشدها، فاقتنص سفينتين محملتين بالبضائع الثمينة كانتا تابعتين لدولة البابا. وأقتنص سفنا إيطالية أخرى، رجع بها إلى ميناء الإسكندرية بعد أن دفع الخمس من الغنائم لبيت مال المسلمين.
ثم ركب البحر من جديد على رأس أسيطيله الصغير (عمارة) بعد أن ضم إليه السفن التي غنمها , وانضوى تحت لوائه جماعة من المجاهدين الأشداء. وعزم أن يلقي بثقله في غربي البحر الأبيض