للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التحرير الجزائرية قد أعلنت في بياناتها أنها ستثأر للمجاهدين (زيانان) و (فراج) جنديي جيش التحرير اللذين وقعا في الأسر وهما في ثيابهما العسكرية، وأعدما بالمقصطة، خلافا للأعراف الدولية في ما يتعلق بأسرى الحرب.

وفي تموز - يوليو - ١٩٥٦، حدث أول اعتداء غاشم! جريمة رهيبة! أول قنبلة استعمارية! فقد وضعت ليلا في شارع (طيبة) ولما انفجرت دمرت بضعة منازل عربية وذهب ضحيتها (٥٣) شخصا وسقط مئات من الجرحى. وثارت ثائرة (حي القصبة) وعم السخط ورغبة الانتقام كل السكان. ولم يهدىء هؤلاء غير التدخل المباشر، التدخل الجسدي والسياسي للفدائيين والفدائيات. وجاء كاتب فرنسي ليعالج الموهف: (حيال اللامبالاة العامة - ظاهريا - في موقف الرأي العام الفرنسي، والسلطات العامة الفرنسية، نجد أن المسلمين في اضطراب شديد: لقد دب فيهم الشعور بأنهم أسلموا، دون حماية ولا سلاح ولا عون شرعي من أي نوع كان، إلى الجريمة بكل معنى الكلمة، إلى التقتيل، وعندما انفجرت بدورها، بعد ذلك بشهرين، القنابل الأولى لجيش التحرير الوطني الجزائري، استقبلت بالترحاب الحار في أوساط أكثر فأكثر أهمية بين أوساط الرأي العام عندهم، ولا غرابة بعد هذا أن يظهر واضعو القنابل بمظهر - حماة الشعب - و - الأبطال الوطنيين (١) -).

لا شك مطلقا في أن ذلك الاتصال الحميم مع الجماهير، أو بالأحرى تلك الحياة داخل الشعب هي التي جعلت جبهة التحرير


(١) جرمين تيون (الأعداء الإضافيون) باريس ١٩٦٠ ص ١٧٦ - ١٧٧
.

<<  <  ج: ص:  >  >>