للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان نجاح ذلك الإضراب العام يبلغ غايته: وهي إظهار جبهة التحرير الوطني أمام الامم المتحدة بأنها الممثلة الحقيقية والوحيدة للشعب الجزائري (١).

وظلت روح الثورة الجزائرية تشع بالأمل، على الرغم من الوحشية الرهيبة الفظيعة. وظهرت حيويتها المتجددة أبدا، في الشوارع تحت أشكال مراكب وطنية تلوح فيها النساء بعشرات الأعلام الخضراء والبيضاء ...

هذا الانبعاث الذي تم لجبهة التحرير الوطني بفضل التعبئة الشعبية، ولم يتردد ضباط (الحرب النفسية) بإصدار بيانات تزعم أن سبب بروز هذه الظاهرة هو دعم الحزب الشيوعي الجزائري للثورة. بالرغم من معرفة هؤلاء الضباط لما كان يقدمه الشيوعيون من مقاومة للثورة. وكان الضباط في حاجة (لمشجب) يعلقون عليه أسباب فشلهم، على أن يكون لهذا المشجب هيبة دولية، حتى يعطوا فشلهم طابعا بطوليا، فلم يجدوا غير مشجب الشيوعية الذي يعطي العمل الثوري طابعه الدولي (٢).


(١) جاء فى صحيفة (لوموند) ٢١/ ٢/ ١٩٦٢ للكاتب (روبير غوتيه): (يستطيع زعماء الجبهة المباهاة بمالهم من تأييد شعبي واسع. وقد أثبتت إضرابات كانون الأول - ديسمبر - ١٩٥٦ وإضرابات كانون الثاني - يناير - ١٩٦٠. أن أوامر الزعماء تلقى أكبر عدد من الآذان الصاغية. وقد ذهبت كل المحاولات التي بدلت لتكوين قوة ثالثة إدراج الرياح).
(٢) تم في هذه الفقرة، والفقرة التالتية، الاعتماد بصورة أساسية على كتاب (الجهاد الأفضل - عمار أوزيغان) دار الطليعة - بيروت - الطبعة الثانية - نيسان - ١٩٦٤ ص ٢٠٥ - ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>