لكن ألم تعلن المحكمة العسكرية الفرنسية براءتها؟ إنها أم لأربعة أولاد، تعمل خياطة، درست المرحلة الابتدائية ولكنها لم تحصل على الشهادة الابتدائية (السرتفيكا).
ووقع ضباط (الحرب النفسية) الفرنسيين ضحية تخيلاتهم المريضة وافتراضاتهم الخاطئة. إنه لم يكن باستطاعتهم تصور ارتقاء المقاومة الجزائرية وارتفاعها إلى مرتبة سامية. إذ كان مثل هذا الارتقاء في اعتبارهم هو امتياز لحضارة متفوقة: كالمقاومة الفرنسية هي عهد إحتلال النازية لفرسا، أو مثل المقاومة الصينية أو حتى الفييتنامية؟ وأخذوا يعيبون على أنفسهم أنهم اعتقدوا إلى حين بأنه من المحال على مسلمة مغربية، حتى لو كانت تمتلك ثقافة جامعية، أن تبرهن على قوة عقلية تجمع إلى إرهاب المدن النشاط النقابي المنظم، كنجدة عائلات المعتقلين الذين عاقبوا جنديا حاول تلطيخ ذكرى المجاهد الشهيد (عيسات ايدير) النقابي الذي مات ضحية الغدر. وكتأليف جميعة لتظاهرات النسوة مطالبات بحماية الفتيات ضد وقاحة الأرزال والزعران - من الفرنسيين ..
كان ذلك في كانون الأول - ديسمبر - ١٩٥٩. وإن قبول امرأة في مركز مسؤول، تحتل فيه المبادرة محل المشورة، إنما هو اختيار أكثر مما هو رمز. إنه برهان على النضج الاجتماعي، وتهديم لأسطورة - تخلف - الجنس الضعيف. وإعلان عن مدى مشاركة الجزائريات في إرهاب المدن والأعمال الجماعية.
حدث في كانون الأول - ديسمبر - ١٩٦٠. حادث (عجائبي) باغت الأعداء والانهزاميين الذين كانوا قد اعتقدوا بنصر المظليين نصرا نهائيا إبان معركة الجزائر العاصمة. حتى أن بعض العقول الكبيرة كانت قد بدأت اعتقادها بفشل إضراب الثمانية الأيام، فيما